الاتجاهات الستة نادر التوم

نظرة بعمق
لوم و شكر! (1)
(1)
استدار الزمان بسرعة، رغم المآسي و القلق و الترقب و الوعودات
قبل عامين، في مثل هذه الأيام (عقب عيد الفطر المبارك)، كنا نحضر و نرتب للخروج من الخرطوم، تحضيرا و ترتيبا (كيفما اتفق)، المهم أن يكون خروجا آمنا، و خروج و عودةظنناها في ذاك الوقت لن تطول،
سنتان إلا قليلا، ما بين خروجنا – في اتجاه المجهول- ، ثم عودتنا نحو (أعياننا المدنية) التي صرنا نطالعها و نعاينها في قنوات الأخبار أكثر من الواقع.
(2)
خلال هذه الفترة تعرض القلب، و النبض، و الروح و البدن و الكيان لمواسم و فصول، و( شاف مدائن شتى).. و شطة (حارة و مرة زي النار)، تمضي متثاقلة تارة، و متسارعة أحيانا.
و لأن (مصيبة واحدة أفضل من ألف نصيحة) كما يقول القائد الفذ أ(رطغرل).. فقد تساقطت النصائح و شهقت و سمت المصائب، لا لتقتلنا ، بل لتقوينا و تبصرنا و تزيل الغشاوات عن أعيننا،، و تنظف الغباشات عن أنظارنا!
(3)
في ظل هذا النزوح الروحي، و الفكري، تبدت الحقيقة، و ظهر أن كلمة الراحل محمد عثمان عبدالرحيم هي أمنية، و توق انساني بحت، إذ ظهر التشظي في أبهى صوره، قد تجد أن جذورك، أو مسقط راسك، لم تعد وطنا دعك من (بقية أجزائه)
(كل أجزائه وجع) هذا حال النازح و في ظل هذا الوجع يحتاج للمولساة و الاصلاح (ما تلف من أجزائه هو)
(4)
و لأن الله يحب الشاكرين، و وصف من يؤدون هذا الواجب بالقلة، حتى أن سيدنا عمر بن الخطاب ر(ضى الله عنه و أرضاه) سأل الله أن يكون من أولئك القليل : (و قليل من عبادي الشكور)، سنقوم بشكر كل من ساهم في رتق نسيج وجداننا ب(كلمة)، أو نسيج حيبونا ب (مليم).
من باب
و لو كان يستغني عن الشكر ماجد
لهمة نفس أو علو مكان
لما أمر الله العباد يشكره
فقال أشكروا لي أيها الثقلان.
(5)
و لأننا بشر من طين، و من مشاعر، و عروق، فسنلوم كل من تغافل و ابتعد، في ظرف نحن أحوج فيه للدعم و السند، و المؤازرة و التخفيف، سنلوم من لم يسأل طيلة فترة الحرب، (و لا برسالة)، رغم ماله من مكانة و مكان قبل الحرب، و ان كان يظهر و يختفي قبلها لشهور أو سنوات، سنلوم من توقعنا منهم غير هذا: (الطناش) و الجفاف و الجفاء و الصمت و الفرحة و اللا مبالاة!
عليهم أن يدركوا هنا أن حكمة (أن تأت متأخرا)، لا تجدي معهم فتيلا، فخير الا يأتون مطلقا، من هذا التأخير – بعد الحرب- ، حتى لو كانت العودة طوعية، لن نرفضكم، لكن لن نحضنكمم كما كان – قبل الحرب- ، بالروح و القلب، مع تمنياتنا لكم بأن تسعدوا و لا تصاموا، لكن لا تاتوا، دعكم في غيابكم ،و افولكم، و ما أضيق المسافة و ما أوسع الشبه بين الأفول و الفلول
اتجاه واحد
من يستحق الشكر سيجده رغم أنه في الغالب (يتحاشاه)، و من يستحق اللوم سيلام و بقسوة رغم أنه سيصدر علي موقفه و رؤاه.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد نبي الرحمة و كاشف الغمة و آله!
و الله اعلم