مقالات

الاديب شقيفة يكتب .. الضعين : لؤلؤة الشرق في دارفور

الضعين، تلك المدينة التي تتربع على عرش الجمال في شرق دارفور ، تعد من أبرز المناطق التي تمثل جمال السودان الطبيعي وتاريخها العريق. في قلب دارفور، تتنفس الحياة في شوارعها وأزقتها، وتتناثر ذكريات الأجداد في كل زاوية. ما يجعلها مميزة ليس فقط في موقعها الجغرافي، ولكن في التاريخ الذي يحملها، والمستقبل الذي يتطلع إليه أهلها.

في موسم الخريف، تتحول الضعين إلى جنة من بساط أخضر، حيث تتناثر الزهور وتنتعش المراعي، مما يضيف سحرًا خاصًا للمدينة. الأرض، التي هي مصدر حياة لأهلها، تكون في أجمل حالاتها، وتتحول إلى لوحة طبيعية لا تقدر بثمن. هذه اللحظات هي تجسيد حقيقي لطبيعة دارفور التي تأسر القلب وتنقل الإنسان إلى عالم آخر من الهدوء والجمال.

الضعين ليست مجرد مدينة جغرافية، بل هي مركز حياة ينبض بالحركة والنشاط. على الرغم من تحديات السنوات الماضية، فإن أهلها قد أثبتوا قوة وصلابة لا مثيل لها، وواصلوا العمل بجدية من أجل بناء مستقبل أفضل. الكرم، الذي يمتاز به أهلها، يعكس أصالة هذه المنطقة ويجعلها محط احترام من كل من زارها أو سمع عنها. الضيافة التي يتمتع بها سكان الضعين هي جزء لا يتجزأ من ثقافتهم، حيث يفتحون بيوتهم وأبوابهم للزوار كأنهم جزء من العائلة.

ليالي الضعين تتميز بالهدوء، حيث يلتقي فيها الهدوء والسكينة، بينما أيامها تتميز بالحركة المستمرة والنشاط، سواء في الأسواق أو في المجتمعات المحلية التي تجمع بين مختلف الأعراق والثقافات. هنا، يتلاقى الماضي والحاضر في تناغم، حيث تحمل الأرض قصص الأجداد وتُبنى الأمل للجيل الجديد.

أرض السمر: ليس فقط الأرض التي تربط الأفراد بالماضي، بل هي مصدر للذكريات والحكايات التي تنتقل من جيل إلى جيل. فكل حجر في الضعين يحمل قصة، وكل زاوية تروي تاريخًا زاخرًا بالمعاناة والتضحيات والفرح. هي أرض تجمع بين رائحة الأرض الطيبة وزخات المطر التي ترويها، وبين دفء العائلة وأصالة الثقافة.

في الختام، الضعين ليست مجرد مكان جغرافي، بل هي نبض حقيقي للشرق الدارفوري، تمثل الصمود والتقدم والتاريخ العريق. إنها لؤلؤة الشرق التي تزين سماء السودان، حيث تسكن فيها أحلام وآمال أهلها التي لا تنتهي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى