الأديب شقيفة عقيق حمدان يكتب … في حضرة الوطن ..!

في لحظة صمت، قد تتحدث الجبال، ويهمس الرمل، وتبكي الأشجار… نعم، فالوطن لا يحتاج إلى صوت مرتفع، يكفي أن تسكنه بقلبك، لتسمع أنينه في كل شيء.
الوطن ليس خريطة تُرسم في الكتب، ولا علماً يُرفع في المناسبات فقط، الوطن هو تلك الأرض التي حفرت تحت قدميك أول أثر، وسقَتك من ماء نهرها، الوطن هو أمك التي نامت بجوع لتأكلك، وأبوك الذي باع شبابه ليعبر بك نحو الغد.
في دارفور، في بحر العرب، في التهمة المنقاية في أم خيرًا بان، في سبدو في كل قرية تناضل بالصمت، يتكلم الوطن عبر الوجوه التي لم تكلّ من الانتظار، والأيدي التي ما زالت تبذر رغم العواصف، والمعلمين الذين يكتبون على السبورة بقلوبهم لا بالطباشير.
حين يتكلم الوطن… لا يسأل عن قبيلتك، لا يعرف لونك، لا يحصي شهاداتك، بل يسأل : “هل تحبني؟ هل ستحميني؟ هل ستبني فيّ حلمًا لطفل يحلم بمقعد لا قصف فيه، نحن أبناء وطن لم يُعطِنا كل ما نريد، لكنه منحنا ما لا يُشترى الكرامة، والأمل، والهوية.
فلنكن نحن صوت هذا الوطن في كل ميدان،
ولنكتب بالحبر والعرق والأمل – لا بالبندقية.
لأن الأوطان لا تُبنى بالخطب وحدها، بل بالمواقف.
وطن يتكلم… فهل سنصغي؟