الاديب شقيفة يكتب… النازحون أرواحٌ يجب أن نحميها.

في تقارير الإغاثة، وفي نشرات الأخبار، الواردة عن الأعداد الهائلة لملايين النازحين، الامر الذي استوقفني هو تسجيل 300 ألف نازح جديد خلال الشهر الماضي. والمتأمل خلف هذه الأرقام الباردة، هناك قصص وحكايات.
فاليكن النازحون ليسوا مجرد إحصائيات تُدوّن في تقارير المنظمات، بل إنهم آباء فقدوا مزارعهم، وأمهات حملن أطفالهن عبر الصحراء بحثًا عن مأوى، وأطفال لم يعرفوا بعد طعم اللعب دون خوف، أو النوم دون صوت الرصاص.
النازحون ليسوا أرقامًا… هم أصحاب أرض أُجبروا على مغادرتها، وذكريات أُحرقت خلفهم، حلموا بوطن يضمهم، فوجدوا أنفسهم في خيام بلا عنوان، أن تكون نازحًا، لا يعني أنك أقل مواطَنة، أو أقل استحقاقًا للحياة الكريمة.
أن تكون نازحًا، يعني أنك دفعت ثمن الحرب، دون أن تختار الدخول فيها، يعني أنك كل يوم تقاتل من أجل البقاء،
وتنتظر يدًا تمتد لا لتُشفق، بل لتتضامن.
وبالتالي يجيب علينا أن نُعيد للنازحين إنسانيتهم في خطابنا، في سياساتنا، في تعاملنا، لا يكفي أن نوفر لهم الخيام والطعام فقط، بل يجب أن نُعيد لهم شعورهم بالكرامة، أن نُشاركهم في القرار، وأن نصغي لحكاياتهم، لأنها فيها من الحكمة والألم ما يكفي لتغيير العالم.
النازحون ليسوا أرقامًا… بل وجوهٌ يجب أن نراها، وأرواحٌ يجب أن نحميها.