مقالات

الاديب شقيفة يكتب .. “ضرا بحرالعرب” منبرُ الشباب وروحُ الفكر


في زمنٍ تضطربُ فيه المعاني وتتراكمُ فيه الأسئلة بلا أجوبة، يسطعُ نورٌ من الشرقِ ليمنح هذا العالم فسحةً للتأمل… ضرابحرالعرب، ذلك المنبر الذي لم يُبنَ بالحجارة، بل شُيِّد بالحروف والأفكار، وزُيِّن بأحلام الشباب وآمال العقول المتقدة.

في هذه الفضاءات الرحبة، التي تتعانقُ فيها اللهجات وتتلاقى فيها الثقافات، ينهض جيلٌ جديد، لا يقف عند حدود التلقين، بل يخترق جدران التقليد، مسلحًا بالأسئلة، مشبعًا بالدهشة، محمولًا على أجنحة الحرف ومضاءً بشعلة المعرفة.

يا شباب ضرا بحرالعرب، يا من حملتم على عاتقكم مسؤولية الكلمة، وشرف النقاش، وعظمة البحث… أنتم لستم فقط كتّابًا، بل أنبياء فكر، ورُسُل ضمير، تقيمون في كل منشورٍ حوارًا، وفي كل مداخلةٍ رسالة، وفي كل تفاعلٍ بذرةَ وعيٍ جديد.

أنتم لُبُّ التجديد، وسُرُجٌ في عتماتِ التكرار. أنتم أولئك الذين يسيرون في الصحراء بحثًا عن نبع، لا لأنهم عطشى، بل لأنهم يريدون أن يسقوا العابرين بعدهم. كم هو جميلٌ أن نرى النقاشات تُثمر، والاختلاف يتحوّل إلى نضجٍ فكري لا إلى خصامٍ فارغ!


في فضاء “بحر العرب”، ينهض كل حرفٍ بكرامة، ويُمنح كل صوتٍ فرصة، تُكتب المقالات لا من أجل التفاخر، بل من أجل التغيير. يُطرح السؤال لا من أجل الجدل، بل من أجل الحقيقة. يُعارض الرأي لا عن كيدٍ، بل عن يقين أن الفكر لا يُصقل إلا في محراب الاختلاف.

ومن بين خيوط الحوار، نسمع صوتًا جديدًا كل يوم… صوت شابٍ يؤمن أن له مكانًا على طاولة الفكر، صوت فتاة ترى أن الحروف قادرة على صناعة العالم، لا فقط وصفه. تلك هي الأصوات التي نحتاجها، وهي التي تمنح لهذا الوطن أملًا، ولهذه الأمة عمقًا يتجاوز السطحية.

يا أبناء ضرابحرالعرب، أنتم لا تكتبون فحسب، بل تبنون. أنتم لا تسألون فقط، بل تحفّزون. أنتم لا تختلفون من أجل الانقسام، بل تتفقون على الحق. لذلك، فإن هذا الفضاء ليس مجرد منتدى، بل هو “مدرسة الحرية” التي تُخرّج جيلاً لا يخاف من السؤال، ولا يهرب من المسؤولية، ولا يساوم على القيم.

إن كنتم تتساءلون عن أثر ما تفعلون، فتأملوا كل كلمةٍ صنعت فكرًا جديدًا، وكل نقاشٍ أحيا قضية، وكل منشورٍ جعل قارئًا يُعيد النظر في يقينه. ذلك هو الأثر الحقيقي… الأثر الذي لا يُقاس باللايكات، بل يُقاس بعدد الأرواح التي استيقظت، والعقول التي أضاءت.

ختامًا،
لا تتوقفوا…
فالكلمة لا تموت، والفكر لا يُقبر، والحقيقة وإن وُئدت مؤقتًا، فإنها تنهض من رمادها مثل طائر الفينيق، بفضل أمثالكم.

دمتم أبناء المعنى،
حُراس الفكر،
وصُنّاع الغد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى