مقالات

الاتجاهات الستة نادر التوم يكتب .. نظرة بعمق .. نعم، لا للحرب 1-3

الإتجاهات الستة نادر التوم

نظرة بعمق

نعم، لا للحرب 1-3

أيقونة: وقفتنا مع الجيش، لم ترتبط بالحرب، بل حتى لما كان هو و الدعم السريع شيئاً واحداً، و خرجا من رحم واحد، كنا نغضب حينما يتعدى أو يعتدي الدعامة على شئ، أو شخص في ( المؤسسة) العسكرية، مع أننا مجرد مواطنين و (ملكية)!
(1)
أمس الأحد ، و أمام ناظري مشهد مؤثر، من فرط دهشته لا تعرف كيف تتصرف إزاءه..
الدهشة ليست في المشهد، فهو مشهد معتاد، لكن في ردة فعل الطفل الصغير، و ردة فعل أبيه و ردة فعلي…
ردات فعل (واحد) أما الفعل فقد كان صاحبه يضحك ، هو و من معه!
(2)
الطفل الصغير يصرخ و ينتحب، و يحتمي، و يلوذ بحضن أبيه، الذي ظل يردد:
ـ معليش معليش،، خلاص خلاص!
و هو يحاول أن يقنعه أن الأمر عادي ، لكنه عند الفتي (و عندي)، ليس عاديا أبدا!
(3)
و صاحب الفعل، و من معه، يقودون سيارتهم، و يرحلون، تاركين لنا الدهشة، و للغلام الفزع، و لوالده الوحل عليه!
و كأن الأمر لا يعنيهم، لكنهم معذورون رغم أنه لا عذر لمن أنذر و قد (فتر) كل المجتمع من الإنذار و تعبوا،كانو خارج المنزل و كنا بالداخل لحظة الإطلاق!
(4)
كنا نحتفي بابن عمنا العريس، (مصطفى عبد الله البشير)، الذي دعانا لتناول الافطار، و هذا الشاب ـ جزاه الله خيراـ ، (كعادة السودانيين)، فتح داره لجيرانه و اهلهم و ضيوفهم
و هذا الطفل الصغير، (المخلوع)، هو ابن هذا الشاب الشهم، الذي (هستر)، و أحد الشباب الذي أراد أن يشارك العريس الفرحة أطلق عيارا ناريا في الهواء، صادف اذني الصغير اولا!
(5)
جزع الطفل و تأثر والده، صحيح أن الحرب (شبه انتهت)، على الأقل هنا، لكن الاستجابات التي يفعلها الصغير (و الكبار)، مع هذه المؤثرات (الصوتية) المرعبة لم تنته،الصورة الذهنية لدى الطفل، و ملايين أمثاله من الأطفال، الذين اكتووا بنار الحرب، مرسوم فيها أن صوت الطلقة مقرون بالجروح، و المآسي ،و النزوح و…. الموت و الشتات و كل قبيح، و هذا ما لم يفهمه من أطلق العيار الناري و لم يدر ماذا خلف وراءه من ندوب و تصدعات.
(6)
العريس تم عقد قرانه قبل سبعين يوما، و هو ـ مشكورـ ، أراد أن يحتفل مع أهله و جيرانه، هنا في الخرطوم، و النار التي اطلقت هنا، تم إطلاقها هناك، و الرعب الذي تمت أثارته في نفوس الصغار و الكبار هنا، أثير هناك من قبل.
(7)
الله أعلم بالنوايا ، لكن الاحتفال باهداء (باكيت بارد)، أو (بوكيه ورد)، أو علبة حلوى ، أو (رزمة قروش)، أفضل له، و للحضور من إطلاق الأعيرة النارية في الهواء، و تسميم و تعكير الأجواء
اتجاه واحد
مطلوب من الجهات الرسمية، وقف و ايقاف هذا العبث، و مطلوب من المحتفلين ـ بأي مناسبة كانتـ ، ابتداع و ابتكار طرق و أفكار جديدة للتعبير عن الفرح و الاحتفال (غير الرصاص)
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا أحد!
نواصل إن شاءالله
و الله اعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى