مقالات

الاديب شقيفة يكتب … الرقمنة وتطور العالم الرقمي .. التحول الإلكتروني الذي يغيّر وجه العالم

الاديب شقيفة في زمن باتت فيه التقنية ركيزة أساسية لكل جوانب الحياة، أصبحت الرقمنة – أو التحول الرقمي – ضرورة لا رفاهية.

إنها ثورة معرفية وتقنية غيّرت شكل العالم، وأعادت تعريف مفاهيم الاقتصاد، والإدارة، والتعليم، والصحة، والتواصل الاجتماعي، حتى أصبحت المجتمعات الرقمية واقعًا نعيشه لا مجرد خيال مستقبلي.

الرقمنة: المفهوم والأساس الرقمنة هي تحويل البيانات والمعلومات من شكلها الورقي أو التناظري إلى شكل رقمي يمكن معالجته ومشاركته وتخزينه إلكترونيًا. لكنها ليست مجرد عملية تحويل ملفات إلى صيغ إلكترونية، بل تتجاوز ذلك لتشمل تبني نماذج عمل جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وسلاسل الكتل (Blockchain)، والإنترنت والأشياء (IoT)، والحوسبة السحابية.

كيف غيّرت الرقمنة العالم؟

1.الاقتصاد الرقمي: ظهر مفهوم الاقتصاد الرقمي كأحد أبرز مخرجات الرقمنة، حيث تحولت الأسواق إلى منصات إلكترونية، وتم إنشاء آلاف الشركات الناشئة الرقمية، مما وفّر فرص عمل جديدة وغير تقليدية

2. الخدمات الحكومية الإلكترونية : أصبحت الرقمنة جزءًا لا يتجزأ من الإدارة الحديثة، فالمعاملات الحكومية مثل إصدار الوثائق الرسمية، أو دفع الضرائب، أصبحت متاحة إلكترونيًا مما قلل التكاليف والفساد، وزاد من الكفاءة والشفافية.

3. التعليم الإلكتروني: فرضت الرقمنة أسلوبًا جديدًا في التعليم، يعتمد على المنصات الرقمية، والفصول الافتراضية، والتقييم الذكي، مما أتاح الفرصة للتعليم عن بُعد وشمل شرائح أوسع من المجتمع.

4. الصحة الرقمية: ساهمت التقنية في تحسين جودة الرعاية الصحية من خلال السجلات الصحية الإلكترونية، والتطبيب عن بُعد، والتحليل الذكي للبيانات الصحية مما حسّن التشخيص والتنبؤ بالأمراض.

التحديات والفرصرغم فوائد الرقمنة، فإنها لا تخلو من تحديات، أبرزها:-

الفجوة الرقمية بين المدن والمناطق الريفية.

– قضايا الخصوصية وحماية البيانات.

– الحاجة لمهارات رقمية متقدمة تواكب التطور السريع.

لكن هذه التحديات تفتح الباب أمام فرص أكبر للتطوير، مثل الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتأهيل الكوادر البشرية، ووضع سياسات تشريعية لحماية الحقوق الرقمية.

خاتمة : الرقمنة لم تعد خيارًا، بل طريقًا إجباريًا تسلكه الدول والمجتمعات لمواكبة العالم الجديد. والتاريخ سيشهد أن من تأخر في هذا الركب، سيجد نفسه في عزلة تنموية ومعرفية. علينا أن نتحول من مستخدمين للتقنية إلى صانعين لها، نبني واقعًا رقمياً يُعبّر عن طموحاتنا ويقودنا إلى مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى