مقالات

النور ادم سلمان يكتب .. الوجوه المتكررة في بلاط كل والٍ جديد… من يحكم ولاية النيل الأبيض فعلاً؟

في كل مرة يُعيَّن فيها والٍ جديد على ولاية النيل الأبيض، نشهد المشهد ذاته: نفس الوجوه، نفس الأسماء، ونفس “كتيبة المرحّبين” التي تهرول لاستقبال القادم الجديد، وكأنها تمارس طقساً سياسياً محفوظاً بعناية. هذه الظاهرة تطرح أسئلة جدية حول من يحكم فعلياً في الولاية: هل هو الوالي الرسمي؟ أم أولئك الذين لا تتغير وجوههم مهما تغيّر الوالي؟

هذه الوجوه ليست مجرد شخصيات اجتماعية عادية؛ بل هي مراكز نفوذ متجذّرة، تمتلك مفاتيح العبور إلى مؤسسات الدولة، وتفرض نفسها على أي حاكم قادم بوصفها “كُفَراء القبول”، إن لم ترضَ عنه، عُرقل، وإن نال رضاها، حُمل على الأكتاف. بذلك، يتحوّل الولاء والطاعة من مفاهيم دستورية إلى صكوك يمنحها من يملك النفوذ المحلي، لا الشعب.

من المؤسف أن نجد أنفسنا أمام بنية حكم محلية قائمة على الترضيات والولاءات لا على الكفاءة والمؤسسية. إذ لا يمكن لحكومة أن تنجح وهي رهينة لمجموعة أفراد، مهما كانت مكانتهم، تعيد تدوير مصالحها الخاصة تحت عباءة “القيادة المجتمعية”.

الولاية تحتاج إلى إدارة شفافة، تعمل على تفكيك هذا النفوذ غير الرسمي، وتعيد الاعتبار للمؤسسات، وتفتح الباب أمام وجوه جديدة تملك رؤية لا رغبة في التكريس.

لقد آن الأوان لكسر هذه الحلقة المفرغة، وإعادة السؤال إلى نصابه: من يحكم فعلاً؟ ومن يحكم لمصلحة من؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى