رئيس فرسان الشرق ابو فاطمة يكتب .. (طوكر) الجريحة مابين قسوة الإهمال وتراكم المظالم – (3)

يتبادر في ذهن الكثيرين من المهتمين بقضيايا مدينة طوكر بولاية البحر الأحمر سؤال حول لماذا تتعرض هذه المنطقة العريقة، وبتاريخها الناصع لهذا القدر الكبير من التهميش، وكأن هناك إرادة خفية لإقصائها وعزلها عن مسار التنمية ..!
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه هل طوكر لم تعد ذات منطقة مهمة للجهات المسؤولة، ام سخرية القدر جعلت منها أن تستباح ويعاني انسانها من الكوارث والإهمال، أم أن هناك مؤامرة تدار في الغرف المظلمة بغرص اضعاف واستهداف هذه المجتمعات الأصيلة والي متي يستمر هذا العبث؟
الاجابة لتلك الاسئلة المشروعة التي طرحناها تكمن في وضع خارطة طريق جادة من قبل أبناء منطقة طوكر وذلك للنهوض بها وبانسانها، ومن هذا المنطلق لقد آن الأوان ألا نكتفي بسرد المآسي، بل أن نرسم معاً طريق الخلاص، بأيدي أبناء المنطقة ومثقفيها وساستها وناشطيها، ويمكن أن نلخص خارطة الطريق في المحاور التالية:
١/ التوعية والتنظيم المجتمعي وهذا يتم من خلال إطلاق حملات توعوية داخل وخارج طوكر حول الحقوق الأساسية للسكان، بالإضافة الي تأسيس لجان محلية تنظم جهود الإغاثة والتنمية، وتوثق الانتهاكات والمظالم.
٢/ تشكيل كيان موحد لأبناء طوكر علي سبيل المثال إنشاء رابطة أو مؤتمر عام يضم ممثلين عن شباب طوكر ومثقفيها ورموزها الاجتماعية، لصياغة مطالب واضحة ومشروعة تُرفع إلى الحكومة والمنظمات الدولية.
٣/ الضغط السياسي والإعلامي، وهذا يتم عبر تنظيم حملات ضغط عبر وسائل الإعلام التقليدية والرقمية لتسليط الضوء على قضايا طوكر المنسية، بجانب بناء شبكة علاقات مع الإعلاميين والمدافعين عن حقوق الإنسان لنقل صوت المنطقة إلى العالم.
٤/ المبادرة بالتنمية الذاتية ويكمن ذلك في إطلاق مشاريع أهلية صغيرة مثل حفر آبار، وصيانة المدارس، فتح مراكز صحية أولية، وتنظيم حملات نظافة بيئية، باستخدام مساهمات أبناء طوكر في الداخل والخارج.
٥/ بناء تحالفات سياسية ومدنية واسعة من خلال السعي لبناء تحالفات مع قوى المجتمع المدني والقوى السياسية الوطنية التي تؤمن بالتنمية العادلة، لدعم قضية طوكر ضمن أجندة الإصلاح الوطني الشامل.
٦/ رصد ومساءلة الأداء الحكومي عبر إنشاء آلية محلية مستقلة لرصد المشاريع الحكومية ومدى التزام الدولة بخطط التنمية المعلنة في المنطقة.
٧/ التعليم كرافعة للتغيير وهنا يجب التركيز على دعم تعليم الفتيات والأطفال في طوكر باعتباره الطريق الأساسي للخلاص من الفقر والتهميش.
هذا النقاط المذكورة اعلاه يمكن ان تمثل نقطة انطلاقة لخارطة طريق موجه من خلال هذه المساحة ونداء إلى اصحاب الضمائر الحية من ابناء المنطقة
إن ما يحدث في طوكر ليس مجرد مأساة محلية، بل جرح مفتوح في ضمير كل من يؤمن بالعدالة وحق الإنسان في العيش الكريم، فطوكر تحتاج اليوم، الي ابنائها أكثر من أي وقتاً قد مضى، هيا بنا لنتضامن معاً لنكون قدر التحدي الماثل امامنا هو النهوص بمنطقة طوكر وانسانها الذي يستحق الامن والسلام والاهتمام وكل ماهو جميل.