الاديب شقيفة يكتب .. الذكرى 42 لتأسيس الحركة الشعبية .. نحو سودان جديد !

في مثل هذا اليوم من مايو عام 1983، وُلدت نارٌ في صدور المهمشين، وتفجّر حلمٌ من رحم الإقصاء، وسار في البرية صوتٌ يقول: “لا صوت يعلو فوق صوت العدالة… ولا وطن بلا مساواة.”
إنها الذكرى الثانية والأربعون لتأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، وهذه المرة نستحضرها في لحظةٍ حرجة من تاريخ السودان، حيث تتقاطع المعركة السياسية مع الإنسانية، وتتشابك فيها البندقية مع الحلم القديم.
لقد جاءت الحركة الشعبية لتحرير السودان التيار الثوري الديمقراطي استجابةً لصرخة التاريخ، وتجديدًا لعهد النضال الذي لم يكتمل. جيلٌ جديد، بنَفَسٍ ثوري جديد، لكنه يحمل نفس المبدأ: السودان لكل السودانيين، بلا تمييز، بلا تهميش، بلا استعلاء.
ذكرى تُلزمنا لا تُبهجنا فقط
هذه الذكرى ليست طقسًا احتفاليًا، بل دعوة للمراجعة
– ماذا تحقق من شعارات التحرير؟
– أين نقف من مشروع السودان الجديد؟
– هل انحرف الحلم عن سكّته أم لا زلنا نحمله في نبض الشارع، وفي صبر الأمهات، وفي أعين النازحين؟
نضالنا اليوم… ليس فقط في الغابات
معاناة شعبنا اليوم لم تعد تَنتظر بندقية فقط، بل تحتاج:
– إلى سياسة تمتلك ضميرًا.
– إلى تنظيم ينتمي للميدان لا للفنادق
– إلى رؤية تضع الإنسان السوداني في المركز، لا مصالح الزعامات، الحركة الشعبية اليوم، التيار الثوري الديمقراطي، هي امتداد لذلك الوجع النبيل، ولأنها ولدت من رحم الثورة والميادين، فهي تعرف تمامًا أن قضايا السودان لا تُحل إلا بجذور جديدة، لا بإصلاحات سطحية.
انما نؤمن به: هو الوحدة الحقيقية لا تُبنى بالخطابات، بل بالعدالة الاجتماعية، أن الجيش الشعبي الجديد ليس فقط مقاتلين، بل معلمين وأطباء ومثقفين يؤمنون بالتغيير.
أن المدن مثل القرى، والخرطوم ليست أحق بالحياة من كادقلي أو الضعين أو ملكال.
نداء الختام: في الذكرى الـ42، لا نرفع الشعارات فقط… بل نرفع التزامًا جديدًا:
– بأن نظل أمناء على دماء الشهداء.
– أن نكون صوت المهمشين، لا أوصياء عليهم.
– أن نبني تنظيمًا ينتمي للناس، لا على الناس.
الذكرى الحقيقية لا تُحتفل، بل تُمارس.
والمجد لا يُستعاد، بل يُصنع.
المجد للحركة الشعبية.
المجد لثوار الهامش.
المجد للسودان الجديد، الحلم الذي لم يمت.
✍️ شقيفة
16 مايو 2025
الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي