الاديب شقيفة يكتب .. فهل نحن نمارس الحرية فعلًا؟

في قلب الأزمة السودانية، تظل “الحرية” أكثر الكلمات تداولًا، وأكثرها غموضًا أيضًا. فهل نحن نمارس الحرية فعلًا؟ أم مازلنا أننا فقط نتحدث عنها؟ علي اية حال بين الشعار والممارسة، هناك فجوة، هي التي نحاول ان نقوص في اعماقها في هذا المقال.
الحرية في السودان تعني الخروج من قيدين: القهر السياسي والقهر الاجتماعي. هي الحق في التعبير، في التنظيم، في التفكير، وفي الحلم بوطن يليق بإنسانه.
ولأن كل موجة تغيير سياسي لم تستطع حتى الآن تحقيق التحرر الكامل. تنتصر الثورات مؤقتًا، ثم تُختطف، لأن بنية السلطة لا تتغير، بل تتجدد بوجوه مختلفة.
هنالك أطراف عديدة تحاول تقييد الحريات، منها العسكر، وبعض القوى السياسية، وحتى مجتمعاتنا أحيانًا، حين تُصادر حرية الفرد باسم التقاليد أو الخوف. العدو ليس دائمًا واضحًا، لكنه موجود في العقل والسلوك والسياسات.
الحرية تحتاج إلى بيئة مستقرة، إلى قانون، إلى مؤسسات، لا إلى فوهة بندقية. الحرب لا تنجب إلا مزيدًا من القمع والموت والشتات، وفي المقابل بالوعي، بالتنظيم، وبالاستمرارية. الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع بإصرار الأحياء، لا بخطب الموتى.
الحرية في السودان ليست فكرة غربية دخيلة، بل حاجة وطنية مُلحة. هي جزء من كرامتنا وإنسانيتنا، ويجب أن تكون بوصلتنا في كل تحول. ولن نكون شعبًا حرًا، ما لم نحرر أنفسنا من التبعية والخوف، ونبني دولة للناس، لا دولة على رقاب لجاس