مقالات

ألاستاذ /أمير كباشي يكتب .. الصلاة علي النبي المغزى والمعني

صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة ومن ضمنها صلاة الفاتح لكن اكملها واتمها الصلاة الابراهيمية التى كملت فيها الصلاة والبركة على سيدنا ابراهيم بأن خرج من صلبه النبى الكريم صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء والنبوءات اما الصلاة على النبي المعصوم لم تنفك تقال وتعاش الى ان يتنزل المقام المحمود على الارض وتملأ عدلا كما ملئت ظلما وجورا والى ان يرث الله الارض وماعليها مادامت القاعدة البشرية تتجدد كل حين ويتطور المصلى عليه بلسان المقال والمقلد له الى لسان الحال فى الفعل والقول والفكر.

وحين قال صلوا كما رأيتمونى اصلى يعنى قلدونى فى صلاتى وحالى من المعرفة وحسن الخلق ثمرة صلاتى وحين تتوكد المعرفة بالله يتم الفطام من الحضرة النبوية وهى سنة النبى ويدخل السالك الحضرة الإلهية وهى سنة الله لاهل الشرائع الفردية (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ) (قل يا ايها الناس قد جاءكم الحق من ربكم) هى سنة النبى الكريم (وما انا عليكم بوكيل).

هى سنة الله بعد استلام العبد من الرسول ويكون متأسيا بالنبى فى الصلاة عليه كل من بلغ سدرة منتهاه من امته التى لما تأتى بعد الا من طلائع الافراد من الانبياء والاولياء الصالحين (ان الله وملائكته يصلون على النبى يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) هذه الاية توكيد لمسألة تجويد تقليده واتباعة بالتوقير والتقديس والادب والمحبة والاجتهاد فى استجلاب رضا الله من رضاه بل قبول الله لنا من قبوله قال تعالى (ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفرلهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) (وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون) .

فالنبى صلي الله عليه وسلم احرص علينا من انفسنا وارأف بنا منا واعرف بطريق هدايتنا لذلك هو جبريل كل منا الى ان يوصلنا السدرة التى امره الله ان يوصلنا ويقول لكل منا ها انت وربك فالحجاب النبوى لا يرفع الا عند سدرة منتهى كل منا حيث تنتهى سنته صلي الله عليه وسلم وتبدأ سنته الله المشار اليها فى آية (وما انا عليكم بوكيل).

قال النبى صلي الله عليه وسلم ادبنى ربى فأحسن تأديبى ثم قال خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين وقال تعالى عنه وانك لعلى خلق عظيما ما الخلق الاعظم هو اخلاق الله فى عليائه وهى صفاته ومن تلك الصفات العليا سقاه الله ووصفه قال تعالى عن نفسه (ان الله بالناس لرؤوف رحيم) وقال عن نبينا (لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)وقال تعالى على لسانه (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم).

فهو الواسطة بين الله والخلائق وهو البواب الذى لا يدخل الداخل الا من خلاله وهو الفاتح لما اغلق من ابواب القبول والتوبه والصلاح وهو الشفيع لكل الخلائق المشفع حتى ان ابليس ليطمع فى شفاعته فتوقير النبى وتقديسه والادب معه ومحبته صلي الله عليه وسلم هى باب الدخول الى محبة الله والادب معه بل هى باب المعرفة والنجاة والفوز خلاصة الامر توجيه النبى صلي الله عليه وسلم للسالك فى طريقه مستمر فى العلن بما ورد من نصوص قرآنية واحاديث نبوية ومستمر فى السر للسالك المجود بالرؤى المنامية والحسية حسبما يقتضية التوجيه والارشاد للمترقى الى ان يصل السالك الى ربه.

اما الوهابية فهم اهل ظاهر ينكرون ما لايعرفون من الباطن ويجحدون ماخوله الله لنبيه وينكرون واسطته ويتطاولون على بنيان المعرفة بالله بلا سلم اذكر اننى مرة فى نقاش مع زميل لى وهابى عن واسطة النبى صلي الله عليه وسلم فقرأ الآية (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) فقلت له فى هذه الآية الواسطه اوضح مايكون (واذا سألك عبادى عنى).

النبى الكريم هو الذى يعرف الله وهو المسؤول وهو الدال ومرسل ليك عشان يسلمك ليهو لتتعلم منه اما كل ماقبل ذلك العلم فهو بواسطتة والصالحين فى الادب مع النبى صلي الله عليه وسلم وتوقير وتقديسه يقولوا (الماعنده محبه ماعنده الحبه) يعنى لو صدرك خالى من محبته صلى الله عليه وسلم ماعندك حاجة اللهم اجعلنا من العارفين لقدره صلي عليه وسلم والمحبين له والمؤدبين معه والمنتفعين الناجين به والمجسدين لقيمه واخلاقه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى