مقالات

د.جعفر محمدين يكتب .. إيقاف الحرب (العبثية) ضرورة إستراتيجية لبناء دولة مستقرة ..!

تطاول امد الحرب التي اندلعت في السودان بين قوات الجيش والدعم السريع منذ منتصف أبريل2023 الي الحاضر وربما لابصيص امل او مؤشرات تلوح في الافق لتوقف هذه الحرب العبثية…. جعل المشهد السياسي لمستقبل البلاد أكثر قتامة ومع ذلك تبقي الدعوة لوقف الحرب بمثابة هدف نبيل لكل من يحمل في جوفه ذرة ايمان ومشاعر إنسانية ووطنية….

ان إنقاذ الارواح ووقف نزيف الدماء المسفوكة ولجم المعاناة اللإنسانية التي تتناسل يوميا مجسدة في اللجوء والنزوح وانزواء الخدمات التعليمية والصحية والامنية وغير ذلك لمن آثروا البقاء في المدن والقرى التي تحت سيطرة طرفي النزاع بصورة تعكس مدي وحشية وسوء الحرب والتي حتما ستتجاوز السودان.

وتمتد الي ابعد مدي لتمس اطرافا اقليمية ودولية.. اضافة في تدمير الحرب للبنية التحتية وتوقف نمو الاقتصاد…. الذي يعني دمار الزراعة والصناعة والتجارة…. فاستمرار الحرب يكرس الانقسام والكراهية بين المكونات الاجتماعية..

وتبقى نتائج الحرب الكارثية شاخصة لكل ذو بصيرة ليبحث الساسة والمثقفون في جزور الازمة تتجلي في كيفية إدارة التنوع في السودان. لانه بلد غني بتنوعه الإثني والثقافي والديني واللغوي، وإذا ما أُدير هذا التنوع بحكمة، بشكل جيد يمكن أن يصبح مصدر قوة بدلًا من أن يكون سببًا للنزاعات والصراعات المدمرة حيث يمكن إدارة هذا التنوع كالاتي…. :

1. تبني نظام حكم لا مركزي يساهم حقيقي يسهم في توزيع السلطات بين المركز والأقاليم يضمن تمثيلًا عادلًا لكل المكونات فيساعد على تلبية تطلعات المجتمعات المحلية.

2. ضمان المشاركة السياسية الشاملة وإشراك جميع المكونات في عملية اتخاذ القرار يعزز او يرسخ الثقة في الدولة.( عدا عناصر النظام البائد المؤتمر الوطني)) الذين تورطو في جرائم ضد الإنسانية وجرائم ضد الدولة يتم إبعادهم من الفترة الانتقالية حيث يمكن سنّ قوانين انتخابية تضمن تمثيلًا عادلاً لمختلف الفئات.

3. التعليم والثقافة كأدوات للتقارب لست ادوات للاستخدام لتجيج الحرب وضرب المجتمعات مع بعضها البعض تضمين التنوع في المناهج التعليمية بشكل إيجابي يقلل من التحيز والكراهية، بالإضافة الي دعم اللغات والثقافات المحلية يرسخ مبدأ الاعتراف والاحترام المتبادل.

4. إنشاء آليات للعدالة الانتقالية والمصالحةالتعامل مع الانتهاكات السابقة بعدالة يعزز الثقة في الدولة ويمنع تكرار العنف. في هذا الصياغ لابد من محاسبة كل مرتكبي الجرائم التي وقعت من خلال فترات الحرب منذ. 2003م حتي حرب 15ابريل. 2023م كي لا يكون هنالك افلات من العقاب و دعم جهود الحوار الأهلي والتقريب بين المجتمعات.

5. إقرار دستور دائم يعترف بالتنوع في السودان الدستور يجب أن يقرّ بحقوق الأقليات والمكونات المختلفة لإدارة التنوع الثقافي والاجتماعي بشكل حتي يكون مصدرا للقوة ينص على مساواة الجميع أمام القانون دون تمييز بسبب العرق أو الدين أو اللغة.

الختام إن وقف الحرب في السودان ليس مجرد مطلب إنساني، بل هو ضرورة استراتيجية لبناء دولة مستقرة ومزدهرة. فإدارة التنوع يجب أن تكون على أساس العدالة والمساواة والاعتراف بالآخر. فالسودان لن ينهض إلا بكل أبنائه، ومن خلال صياغة مشروع وطني جامع يعترف بالتعدد ويحوّله إلى مصدر للوحدة لا الصراع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى