د. جعفر محمدين يكتب .. مشروع الرهد الزراعي بين الماضي والحاضر ..!

مشروع الرهد الزراعي بين الماضي والحاضر ..!
كتب د.جعفر محمدين عابدين
يعتبر الرهد الزراعي من أحد المشاريع الزراعية الكبرى في السودان، والتي لعبت دورا مهما في التنمية الزراعية والاقتصادية في البلاد، الا انه بمرور الزمان وتقلبات الانظمة لم يعد المشروع كما كان سابقاً حيث أصبح هنالك فرق شاسع بين الماضي والحاضر” الامر الذي قادنا الي تسليط الضؤ علي هذا المشروع الحيوي في النقاط التالية :
أولاً: نبذة تعريفية
الموقع: يقع مشروع الرهد الزراعي في ولاية القضارف شرق السودان، ويمتد جزئياً إلى ولاية الجزيرة، وحيث تبلغ مساحته الكلية نحو 350 ألف فدان، ويعتمد في ريه على مياه نهر الرهد عبر قناة رئيسية من خزان خشم القربة على نهر عطبرة.
ثانيا: المشروع في الماضي
1. مرحلة التأسيس (سبعينيات القرن العشرين)
تم تأسيس المشروع في عام 1977 بدعم من البنك الدولي ومنظمات تمويل أخرى، حيث تم تصميمه كمشروع ري انسيابي دائم لتوفير الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل.
2. أهداف المشروع وقتها :
تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية مثل القطن، الذرة، الفول السوداني، والقمح.
التوسع في الزراعة المروية لتقليل الاعتماد على الأمطار.
إعادة توطين المتأثرين بخزان خشم القربة ضمن خطة إعادة الإعمار.
3. النجاحات:
حقق مشروع الرهد نجاح كبير في إنتاج القطن كمحصول نقدي للتصدير، الي جانب توظيف آلاف الأسر من المزارعين والعاملين بالذات العمال الزراعيين والسكان في منطقة الفاو بشقيها الواقعة بين ولاية القضارف والجزيرة مما ساهم في تطوير البنية التحتية بالمنطقة (طرق، كهرباء، مدارس).
ثالثاً: المشروع في الحاضر
1. التحديات الراهنة للمشروع
تدهورت البنية التحتية: واصبحت قنوات الري والصرف تحتاج إلى صيانة عاجلة.
نقص التمويل: ضعف التمويل الحكومي والخاص يؤثر على الإنتاجية.
مشكلات إدارية: سوء الإدارة، وتضارب السلطات بين الإدارات والمزارعين.
تغيّر المناخ: تناقص الأمطار، وزيادة معدلات التبخر أثرت على كفاءة الري.
2. واقع الإنتاج:
انخفاض كبير في إنتاج المحاصيل مقارنة بالعقود السابقة.
تحول بعض المزارعين إلى الزراعة التقليدية أو ترك الزراعة تماماً.
3. جهود التطوير:
هناك مساعي لإعادة تأهيل المشروع عبر شراكات حكومية وخاصة.
إدخال نظم الري الحديث (الري بالرش التنقيط) لتحسين كفاءة استخدام المياه، وإدخال محاصيل بديلة ذات جدوى اقتصادية.
رابعاً: مقارنة بين الماضي والحاضر
العنصر الماضي (السبعينات – التسعينات) الحاضر (2020s)
الإنتاجية عالية ومستقرة منخفضة وغير منتظمة
البنية التحتية حديثة نسبياً متهالكة وتحتاج تأهيل
الدعم الحكومي قوي ومنظم محدود وغير كاف
مساهمة في الاقتصاد كبيرة كمصدر للعملة الصعبة ضعيفة حالياً
الأثر الاجتماعي توطين، استقرار مجتمعي، خدمات هجرة سكانية، تدهور خدمات
خامساً: التوصيات المستقبلية
إعادة تأهيل شبكات الري والصرف.
توفير تمويل ميسر للمزارعين والمداخلات الزراعية.
تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
التدريب والتأهيل الفني للمزارعين.
اعتماد نظم الزراعة الذكية والمستدامة.