الشيخ ود تمبول يكتب .. السودان بين نعمة التنوع ونقمة العقلية ..!

^السودان بين نعمة التنوع ونقمة العقلية^
بقلم: الشيخ ود تمبول_🖊
وُلدت ونشأت في السودان، هذا البلد الذي يُقال عنه الكثير، لكنه ظل غامضًا حتى أمام أبنائه.
منذ أن بدأت أفهم الحياة، أدركت أننا نعيش على حساب بعضنا البعض.
في هذا الوطن الجميل، أصبح تنوّعنا سببًا للشقاق بدل أن يكون مصدرًا للقوة.
السودان، تلك الأرض المباركة، كأنما رُفعت عنها البركة بسبب أنانية البعض، وكسلهم، وحقدهم، وإنكارهم لقيمة ما بين أيديهم.
ندّعي أننا نعرف، ونحن لا نعرف.
نقول إننا أهل علم، بينما أُطفئت أنواره منذ جيل السبعينات.
نتحدّث عن الوطنية، لكن لا نجدها في سلوكنا!
وحين بحثت عن القادة الحقيقيين، لم أجد إلا من تخصّصوا في نهب ثروات الوطن، وإشعال الحروب في أجزائه المختلفة.
وجدت من يرقصون ويغنون فوق جراح هذا الشعب، فكيف لبلد بهذه الحال أن ينهض، أو أن يسير في ركب الأمم المتقدمة؟
قال لي صديق ذات مرة : “بإذن الله، السودان سيصبح مثل رواندا!”
فأجبته: “السودان يمكن أن يكون أعظم، فتنوعه العرقي يشبه تنوع أمريكا، وثرواته تتجاوز ثروات دول الخليج!”
لكن تبقى المشكلة فينا نحن، في عقليتنا التي لا تقبل الآخر، ولا تتقبل النقد، وفي نُخَب ترى مصالحها ومصالح قبائلها فوق مصلحة الوطن.
{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}.