كتب : الأديب شقيفة
في مسارات السياسة، تتعدد الوجوه، وتتشابك الأصوات، وتختلط الشعارات بالولاءات. غير أن هناك لحظة فارقة، لحظة لا يجدي فيها التجميل ولا النفاق، لحظة يُرفع فيها الستار، ليواجه كل صاحب موقف مصيره، إنها لحظة الحق حين يحين وقته.
الحق ليس ضيفًا طارئًا، بل هو مقيم في الوجدان، وإن طال زمن التزييف، يعود يومًا ليأخذ مكانه، فيصمت الصراخ الكاذب، وتتهاوى الأقنعة، وتنكشف الصفقات التي بُنيت على جماجم الأبرياء.
في السودان، كما في سائر البلدان التي أكلتها الحروب، وسرقها السياسيون، يوشك الحق أن يحين.
حين يسقط من تاجر بدماء الناس،
وحين تُهزم المليشيا أمام وحدة الشعب،
وحين يفهم الجميع أن الوطن لا يُبنى ببندقية، بل بعدالة، ومشروع، وسلام عادل.
حين يحين وقت الحق، سيسأل التاريخ:
أين كنتم؟ ومع من وقفتم؟
وساعتها لا تنفع خطابات التبرير ولا لغة “التحوّط السياسي”.
الحق ليس انفعالًا، بل وضوح، وموقف، وشجاعة.
فكن مع الحق اليوم… قبل أن يحين وقته غدًا، فيُحاكمك ضميرك والتاريخ.
