القيادي بالعدل والمساواة (معتصم احمد) يكتب .. بين استحقاق السلام وتخويف الرأي العام: من يهدد الدولة حقاً؟

بين استحقاق السلام وتخويف الرأي العام: من يهدد الدولة حقاً؟
بقلم: معتصم أحمد صالح
بدأت منذ أسبوعين و نيف و بُعيد تعيين د. كامل ادريس رئيسا لمجلس الوزراء الإنتقالي حملة منسقة ضد ( اتفاق جوبا لسلام السودان، مسار دارفور تحديداً ) و من بينها مقال للكاتبة رشان أوشي التي حملت جملة من المغالطات التي تعكس فهماً ضيقاً لاتفاق جوبا لسلام السودان، وتُعبّر عن نزعة إقصائية تجاه قوى الهامش، خصوصاً أهل دارفور.
اتهام اتفاق السلام بأنه “محاصصة إثنية” لا يعبّر عن الحقيقة، بل يتجاهل أن هذا الاتفاق جاء ثمرة لنضال طويل من أجل العدالة والمساواة، وأنه تضمّن آليات قانونية واضحة لتوزيع السلطة والثروة، أقرّتها الدولة ذاتها والمجتمع الدولي.
أما محاولة تصوير تمسّك أطراف السلام باستحقاقاتها الوزارية وفق منصوص الاتفاق على أنه ابتزاز سياسي، فهي قراءة مغلوطة ومتحيزة، هدفها ترهيب هذه الأطراف والنيل من مشروعها، لتكريس هيمنة النخب المركزية على مفاصل الدولة، وحرمان قوى الهامش من الشراكة العادلة في صنع القرار.
إن التلويح بالحرب كأداة لإلغاء اتفاقية سلام وقّعتها الدولة طواعية، ليس سوى دعوة خطيرة لهدم ما تبقى من الاستقرار، ولا يُسهم في بناء دولة، بل يعيد إنتاج الأزمة.
اطراف السلام وقّعوا على الاتفاقية ليكونوا شركاء في بناء الدولة، لا ضيوفاً على موائدها، ومن يسعى لاستعادة الدولة فعلاً، فعليه أن يبدأ باحترام الاتفاقيات، ومخاطبة جذور التهميش، لا باجترار أساليب الإقصاء والتخوين.