الاديب شقيفة يكتب .. دعم الحركة الإسلامية لإيران والتداعيات الخطيرة علي مستقبل السودان

الاديب شقيفة… يكتب…
في ظل الأزمات المتشابكة التي يعاني منها السودان، تفاجأ الشارع السياسي بإعلان الحركة الإسلامية السودانية – بشقيها السياسي والعسكري – دعمها الصريح لجمهورية إيران الإسلامية.
هذا الموقف لا يمكن اعتباره مجرد إعلان تضامن، بل هو اصطفاف أيديولوجي ينذر بتداعيات خطيرة على حاضر البلاد ومستقبلها، ويُعدّ انحرافًا عن الخط الوطني المستقل نحو أجندات إقليمية مشبوهة.
إن الحركة الإسلامية، التي أعادتها الحرب إلى الواجهة رغم حلّها رسميًا بعد الثورة، باتت تسعى لإعادة إنتاج نفوذها عبر التحالفات الخارجية. دعم إيران في هذا التوقيت يفتح الباب لتدخلات خارجية مباشرة، ويمنح مبررًا لتمدد نفوذ طهران في شرق أفريقيا والساحل، وهو ما سيجر السودان إلى صراع محاور لا ناقة له فيه ولا جمل.
إيران، التي تُتهم بتمويل وتسليح جماعات مسلحة في مناطق النزاع المختلفة، تواجه عزلة دولية بسبب سجلها في دعم المليشيات والانتهاكات. وبالتالي، فإن ارتباط السودان بها – ولو عبر فاعلين غير رسميين – يضع البلاد في خانة الخطر الإقليمي والدولي.
سياسيًا، هذا الدعم يُعدّ قطيعة مع نهج الحياد الذي اتّبعته الدولة السودانية في سياساتها الخارجية بعد الثورة، كما يُهدد علاقات السودان مع دول الخليج والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. داخليًا، فإنه يمنح مبررًا إضافيًا لتأجيج الصراع، ويكرّس لانقسام وطني خطير تقوم فيه فئة بعينها بجر البلاد إلى تحالفات لا تعبّر عن إرادة الشعب السوداني.
علي أية حال .. فإن تحالفات كهذه، تُبنى على أساس أيديولوجي وليس وطني، لن تزيد السودان إلا مزيدًا من العزلة والانقسام، في وقت هو في أمسّ الحاجة فيه إلى التوافق والحياد وبناء السلام، لا إلى التبعية والتصعيد.