مقالات

الاديب شقيفة يكتب .. سبدوا… موطن الشمس الذاهبة ومهد الذاكرة الحيّة

في قلب ولاية شرق دارفور، وعلى امتداد محلية بحر العرب بأبي مطارق، تقع (سبدوا)… تلك الرقعة من الأرض التي لا تشبه سواها.

ليست مجرد منطقة جغرافية، بل فسيفساء من التاريخ، والثقافة، والسياحة، والحكايات التي لم تُروَ بعد كما تستحق.

سبدوا… حيث يبدأ التاريخ ولا ينتهي تُحكى قصص الزمان في سبدوا كما تُتلى الأساطير، فهي شاهدة على لحظات تاريخية نادرة، حين زارتها الملكة إليزابيث، فدهشت من دفء الاستقبال وعراقة المكان، وحين وقف القائد جمال عبد الناصر على أرضها، كأنما يحتفي بعظمة شعبٍ يعرف الكرامة قبل أن يعرف الحدود.

كما شرفها عدد من رؤساء السودان الذين أدركوا أن سبدوا ليست مجرد نقطة على الخريطة، بل معلم من معالم السيادة والهوية السودانية.

ثقافة تنبت من الأرض

الإنسان في سبدوا لا يُروى من فراغ، بل من صبر الأرض، ومن فصاحة الطبيعة، ومن فطرة العيش بكرامة. الرقصات الشعبية، والأزياء التقليدية، والحكايات التي تُروى في المجالس، كلها تشكّل نسيجًا ثقافيًا فريدًا يُغني ذاكرة السودان.

سياحة بلا زيف

ما تقدّمه سبدوا لزائرها ليس ترفًا زائفًا، بل تجربة حقيقية: سهولها الممتدة، ضوء الشمس الذي يلامس التلال برقة، أصوات الطيور التي لا تُخطئ مواسم العودة، وضيافة تُقدّم لك الروح قبل أن تُقدّم الشاي. إنها سياحة في الأصالة، لا في الاصطناع.

لماذا نكتب عن سبدوا؟

لأنها تستحق. ولأن كثيرًا من الأضواء مرّت على غيرها ونَسِيتْها، رغم أنها مركز للمعنى، ونقطة تلاقي بين الماضي والمستقبل.

نكتب لنُذكّر بأن في هذه الأرض ذاكرة يجب أن تُحفَظ، وتراثًا يجب أن يُدوَّن، ومكانة يجب أن تُستعاد.

سبدوا… حين تتحدث الأرض بلغة التاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى