مقالات

كتب المحامي بارود صندل .. جيش كيان الشمال مليشيا جديدة ،،،،

جيش كيان الشمال مليشيا جديدة ،،،،

بقلم: بارود صندل رجب/ المحامي


تتوالي بيانات وتصريحات السيد /محمد سيد احمد سرالختم (جاكومي ) بخصوص تشكيل جيش كيان الشمال وتدريبه في دولة أرتيريا ، يقول: اخطرنا الجيش والاجهزة الأمنية بامر تدريب قواتنا في أرتيريا وسيتم التدريب بموافقتهم ، ويضيف ، ان امر تدريب ارتيريا للمقاتلين ليس بمستغرب !! وهو بصدد تدريب حوالي مائة وخمسون الف مقاتل , ويمضي الي القول موضحا ، بان هنالك تواصل مع عدد من الولايات بضرورة الانضمام للحلف الجديد ، والولايات هي : البحر الاحمر ، الجزيرة ، سنار ،كسلا ،والقضارف والخرطوم والنيل الأبيض ، وهو بصدد قيادة وفد من قيادات الشمالية ونهر النيل الي اسمرا لمناقشة تفاصيل ملف التدريب العسكري والعمل السياسي والاجتماعي المشترك !!


هذا هو متن الخبر المنتشر في الاسافير منذ اسبوع تقريبا ، وظننت لاول وهلة ان هنالك دولة جديدة ، نشأت كالنبت الشيطاني وهي بصدد حماية نفسها فقررت تدريب جيشها لدي دولة صديقة وراعية (ارتيريا)،، ولكن الامر خلاف ذلك ، كون ان المتحدث هو رئيس كيان الشمال ، وهو شخصية سياسية معروفة بل شريك في الحكم القائم في البلاد ، رجل مسئول !!
مأساتنا ان قيادة البلاد توافق علي ما ترفض وتقبل ما تكره ، وتسكت علي ما تدين ، كم هي المليشيات التي نبتت من تربة السلطة وتحت رعايتها !!


يكفي ان تعلن انك مع الجيش في معركة الكرامة ، مجرد كلام معسول وتفعل الافاعيل وانت مطمئن ، ولعل الجيش مشتبك في حرب وجودية مع المتمردين ، يغض الطرف عن الذين يستغلون الوضع في زرع الفتن وتفتيت وحدة هذه البلاد ،،،
والاعجب ان مؤسسات الدولة والاعلام والصحفيون من جماعة الحلاقيم الكبيرة ، قابلوا هذا الذي نراه منكرا بالصمت المريب فويل لهم ! وويلان لمن يسعون لتبرير هذا العمل ،،،


وحتي لا نظلم احدا تعالوا نلقي نظرة علي دواعي كيان الشمال لانشأء هذا الجيش ، يقول السيد/جاكومي ، ان الهدف من فعله يكمن في مواجهة تهديد مباشر من مليشيا الدعم السريع لاهلنا في شمال السودان (هدف نبيل)، وفي مواجهة وجود قوات من خارج نطاق الشمال في الشمال ومن الأولي ان أبناء الشمال هم الذين يتولون الدفاع عن مناطقهم ، وانهم لا يدعون مجالا للآخرين لحماية مناطقهم ( تلقيح الفتن وأيغار الصدور والمباعدة بين الناس)،،،

لا نحتاج الي بيان ما في السطور ما بين السطور فهي واضحة ، عنصرية نتنة تهدد بالحرب الاهلية وبالنتيجة تفتيت البلاد ، اربا اربا ،،،
ما الفرق بين هذا العمل وبين ما يسعي اليه المدعو عمسيب ؟
الفرق ان عمسيب مكلف بالدعوة الي دولة النهر و البحر ومثلث حمدي ، نظريا ، حتي اذا ما نجحت الدعوة في اقناع قطاع واسع من المستهدفين ، يأتي دور الذين يتولون انفاذ الفكرة بايجاد آليات الدولة ،وأولها الجيش ، وهكذا لا فرق بين هذا وذاك ، مجرد تكامل للاداور ، بمنهجية مدروسة ، وباختلاق الحروبات وزرع الكراهية بين اهل السودان ،، لم يكن عمسيب مجرد لايفاتي يتلبسه الوساوس كما يظن البعض وليس سفيها لا يؤخذ بكلامه ، يعمل الرجل في منظومة تتخذ تدابير محكمة ومدروسة بعناية تسعي أما الي تكريس الوضع المائل في البلاد الذي يحتاج الي اصلاح جذري ، والابقاء علي الهيمنة الجهوية القائمة منذ استقلال هذه البلاد ، واما العمل علي مزيد من بتر الأطراف المشاغبة التي تقض مضاجعهم ،،،،


اما الذي يفلق المرارة ويرفع الضغط ،هو لماذا التدريب في ارتيريا ؟
الم ينتبه رئيس كيان الشمال ، ان هذا الفعل يعد عمالة وارتزاق ، والا لماذا هذا حلال ، وما يفعله قحت او صمود حرام ما لكم كيف تحكمون ؟


حقا ان البلاد في مفترق الطرق ، ومهددة بذهاب ريحها لتصبح اثرا بعد عين ،، ليس بسبب الحرب العبثية ولكن بسبب عجز القيادات الذي قاد الي تواتر الاخطاء والي توالي الفشل حتي اضحي الفشل طبيعة لهم لا تطبعا وصاروا به راضين ، كما صار الفشل راضي عنهم ، ليس في مقدور احد ايقاف انحدار البلاد نحو الهاوية وبسرعة فائقة ، ما دام العسكر ومن يقف خلفهم او امامهم يمسكون بمغاليق الامور في البلاد ، اما صاحبنا الرجل الهمام العالم الجهبيذ ، حامل لواء انقاذ البلاد السيد الدكتور كامل ادريس ، فقد خرج من المشهد حتي قبل ان يلقي عصا التمكين ، لم يعد يسمع له لا همسا ولا ركزا ،،، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ،، اللهم أنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه ،،،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى