في خطاب نحو “تأسيس” سودان جديد “الحلو” لابد من إبرام عقد إجتماعي يُقر بالتعدد والتنوع

الجاسر نيوز – نيروبي
أكد رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال القائد عبدالعزيز ادم الحلو ان (تحالُف السُّودان التأسيسي) كتحالُف إستراتيجي عريض يُعيد السُّودان إلى منصة “التأسيس”، لتفكيك الدَّولة السُّودانية القديمة وإعادة بنائها على أسُس جديدة.
وأضاف : في الوقت ذاته، التحالف يعمل على توحيد مُكوِّنات المجتمع السُّوداني وتحطيم السُّودان القديم، وحل وتفكيك منظومات الإسلاميين.
وقال القائد الحلو في خطاب نحو تأسيس وبناء سودان جديد يسع الجميع الاربعاء 2 يوليو، ان حرب “تأسيس” هي في المقام الأول ضد دُعاة الإسلام السِّياسي الذين ظلُّوا يستغلّون الدِّين للوصول إلى السُّلطة ومن ثم استخدامه في الفساد والاستبداد والتفريق بين السُّودانيين.
وتابع : باسم الدين تم إبادة أكثر من مليوني مواطن في جنوب السُّودان قبل الانفصال، وأكثر من مليون في مناطق الهامش الأخرى، ونهب موارد البلاد.
وتوعد الخطاب ان “تأسيس” ستقوم بعد انتهاء الحرب باستعادة الأمن والسلم وتفكيك جيوش النظام البائد والكتائب الإرهابية وبناء جيش جديد مهني يحمي المواطنين وحدود البلاد.
وأكد رئيس الجيش الشعبي بحسب الخطاب التزام تأسيس بالدستور والمبادئ فوق الدستورية، وانها ستقوم بإعادة إعمار البلاد وجبر الضرر وبناء السَّلام بين السُّودانيين وتحقيق التعايُش السِّلمي.
وأوضح الحلو ان الحركة لا تبحث عن تسويات هشَّة، ولا عن حلول قصيرة المدى، مؤكدا انهم ماضون بثبات في مشروعهم السياسي الوطني، الذي يقوم على إعادة بناء الدولة السُّودانية على أسس جديدة، تضمن الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية دون تمييز.
وقال الحلو نحن وشركائنا في تحالف “تأسيس”، نؤمن بأن السُّودان لا بد أن يُعاد إلى منصة التأسيس، وإبرام عقد إجتماعي يقرّ بالتعدُّد والتنوُّع كمرتكز أساسي في تشكيل هويته.
ولفت الي إعادة النظر في شكل وطبيعة الدولة، وفي علاقاتها بمواطنيها، وفي نظام الحكم، ومؤسَّسات الدولة، بحيث يُنهي التهميش البنيوي، ويضع حجر الأساس لدولة علمانية ديمقراطية لا مركزية توحِّد السُّودانيين.
مبيناً اقرارهم بذلك في المواثيق الأساسية للدَّولة الجديدة (ميثاق السُّودان التأسيسي ودستور السودان الانتقالي لعام 2025).
واعتبر الحلو ان إقليم جنوب كردفان وجبال النوبة الغني بالموارد الطبيعية المُختلفة نموذجاً مُتفرداً في التنوُّع الإثني والثقافي والدِّيني، وان جميع هذه المُكوِّنات الاجتماعية ظلت تتعايش سلمياً منذ أمد بعيد، يتقاسمون الموارد والمصير المُشترك.
وأتهم الحكومات المركزية، بتحكيم قبضتها على السُلطة والهيمنة على الثروة، وانها قامت بتجييش وتسليح بعض المجموعات الإثنية ضد المجموعات الأخرى، وأشعلت بينهم الصراعات الدامية ومزَّقت النسيج الاجتماعي.
وذكر الخطاب ان الحركة الشعبية لتحرير السُّودان منذ ثمانينات القرن الماضي خلال حرب التحرير الأولى (1984 – 2005) عملت على بناء علاقات سلمية بين المُجتمعات المُتنوِّعة في الإقليم.
واشار الي ان هذا مرتكز أساسي في مشروع الحركة الشعبية وذلك عبر إبرام إتفاقيات السَّلام والتعاون وفقاً للتطلُّعات والمصالح المُشتركة.
وقال الحلو أن تحالف “تأسيس” جاء لإعادة تعريف العلاقات بين المُجتمعات، وإعادة تعريف العلاقة بين “الهامش” و”المركز” كعدو إستراتيجي سيطر على السُلطة والثروة وخلق الصراعات بين المُهمَّشين للحفاظ على الوضعية التاريخية المُختلَّة.
مؤكداً ان تأسيس ستلعب، دوراً رئيساً في إعادة العلاقات التاريخية بين المُكوِّنات الاجتماعية المُختلفة في الإقليم لإحداث قطيعة تاريخية وتجاوز مرارات وجِراحات الماضي، وإجراء مصالحات إجتماعية شاملة، مع رفض واحتواء نزعات الغُبن والتشفِّي والانتقام، وبدء عهد جديد عنوانه الأمن والاستقرار والتعايُش السِلمي والتنمية والرفاه والتقدُّم والازدهار.
وكشف الحلو في وقت سابق عن توقيع إعلانات وتفاهُمات سياسية مع عدد من القوى السياسية والمدنية في العاصمة الجنوب سُّودانية جوبا.
ورأي أن الأزمة السُّودانية ليست مُجرَّد أزمة سياسية عابرة، بل هي أزمة ذات جذور تاريخية عميقة في بنية الدَّولة.
ونوه الحلو انهم ليسو في معركة سلطة أو مكاسب ضيِّقة، بل في مسار تحرُّر وطني شامل، يتطلَّب من الجميع شجاعة الرؤية وصدق الإرادة.
وأكد عملهم مع الشركاء في تحالُف “تأسيس” على أن يكون هذا العقد الاجتماعي (الميثاق والدستور) مدخلًا لبناء دولة جديدة، تُنهي الحرب، وتبني السلام، وتضمن للجميع مكانًا في وطنهم دون تهميش أو دونية أو استبعاد.
وشدد القائد عبدالعزيز ادم الحلو علي إن الحركة تراهِن على وعي شعبها، وتطلّع أجياله القادمة إلى وطنٍ يسع الجميع، من أجل عقد اجتماعي يوحّد لا يفرّق، ويُعمِّر لا يدمِّر، ويؤسِّس لسودان جديد.