الاديب شقيفة يكتب .. النهضة المؤجلة والمشروع القومي الغائب

النهضة المؤجلة… ومشروعنا القومي الغائب
الاديب شقيفة
في خضم هذا العالم الذي يتجه نحو التكتلات الكبرى والتحالفات القارية، تظل بلداننا في ما يُسمى بـ”العالم الثالث” حبيسة نزاعات صغيرة، وانقسامات عبثية، وحروب أرهقت الشعوب، وأجهضت مشاريع النهضة والتنمية.
إن أحد أبرز أسباب هذا التخلف المزمن هو غياب المشروع القومي الجامع، الذي يُوحّد الإرادة ويبلور الهوية ويقود مسيرة البناء. فعوضاً عن ذلك، نعيش على وقع تفتيت مستمر، داخلي وإقليمي، يُغذي أطماع القوى المهيمنة، ويُبقي على هشاشتنا وتبعيتنا.
هذه القوى، وهي المنظومة الإمبريالية المعاصرة، تدرك تماماً أن في أوطاننا من مقومات النهوض ما يكفي لإزاحتها عن عرش الهيمنة. لذا، لجأت إلى أدواتها المعتادة: التجهيل، الفساد، وتفتيت النخب، وتنصيب وكلاء لها من أبناء جلدتنا، ليضمنوا استمرار الهيمنة بإرادتنا المُسْتَلَبَة.
لكن السؤال الأهم اليوم: ألم يحن الوقت لبناء مشروع نهضوي قومي؟
مشروع ينبع من هويتنا، ويؤسس لاقتصاد منتج، وصناعة مستقلة، ونظام تعليمي تحرري، وعقد اجتماعي عادل.
ألم يحن الوقت لنكفّ عن جلد الذات، ونؤسس لتحالفات سودان -سودان، تنهي التبعية وتبني اقتصاداً صلباً في وجه العولمة المتوحشة؟
نعم، آن الأوان.
آن أن نؤمن بأن النهضة ليست حلماً مستحيلاً، بل قرار سياسي وثقافي يبدأ بالتحرر من الداخل، وينتهي ببناء المستقبل المشترك.
فإما أن ننهض جميعاً، أو نتلاشى متفرقين.




