الشيخ ود تمبول يكتب .. “من يوزّع صكوك الوطنية في السودان؟ وهل كانت النخبة الحاكمة منذ الاستقلال امتدادًا للاستعمار بملامح سودانية؟”

“من يوزّع صكوك الوطنية في السودان؟ وهل كانت النخبة الحاكمة منذ الاستقلال امتدادًا للاستعمار بملامح سودانية؟”
بقلم: الشيخ يونس ود تمبول
● المشكلة السودانية ليست وليدة اليوم، بل هي مشكلة قديمة ومعقدة، تعود جذورها إلى اللحظة التي غادر فيها المستعمر البريطاني أرض السودان، تاركًا زمام الإدارة في أيدي أشخاص ادّعوا الوطنية زورًا وبهتانًا.
هؤلاء القلة يمثلون الوجه الآخر للاستعمار، لكن بملامح سودانية، في محاولة لذرّ الرماد في العيون وكسب ثقة الشعب.
● هذه الفئة كانت الأحرص على مصالح الدول الإمبريالية، لذا حظيت بدعمها وتمكينها في مؤسسات الدولة دون سواها، وكانت العائق الأكبر أمام كل سوداني وطني غيور.
فغدروا بالشرفاء، وأقصوا الوطنيين من مراكز صنع القرار، وفي المقابل مكنوا أمثالهم من العملاء، ما أدى إلى تزوير التاريخ السوداني.
ولهذا، ليس غريبًا أن يُمجَّد أمثال “المك نمر” و”مهيرة بت عبود”، بينما يُهمَل رموز حقيقية مثل “علي عبد اللطيف”.
● هؤلاء النخبة برعوا في توزيع صكوك الوطنية وفق أهوائهم. فكل من يقول “لا” في وجوههم أو يقف في وجه ظلمهم، يُوصَف فورًا بأنه عميل وخائن وغير وطني.
وقد لاحق هذا الوصف المجحف كثيرًا من الشرفاء من أبناء هذا الشعب، منذ حركة “الأنانيا 1” ومرورًا بـ”الأنانيا 2″، ثم “الحركة الشعبية لتحرير السودان (SPLA)”، وصولًا إلى كل رموز الثورات المناهضة للظلم والتهميش. تخيّلوا أن جميع هؤلاء المناضلين والأحرار صُنّفوا بأنهم “غير وطنيين”!!
● المدهش أن بعض هؤلاء القادة — مثل الدكتور جون قرنق، يوسف كوه، عبد العزيز الحلو، جبريل إبراهيم، منصور خالد، وأخيرًا محمد حمدان دقلو — كانوا في يومٍ من الأيام يعملون جنبًا إلى جنب مع النخبة.
لكنهم، حين أدركوا أن مؤسسات الدولة ما هي إلا هياكل عملاقة مسخرة لخدمة فئات معينة، تمردوا. وما إن فعلوا ذلك، حتى نُعتوا بالخيانة والعمالة.
المؤسف أن معظم الشعب السوداني يصدق إعلام هذه النخبة، الذي يسوّق الوطني الغيور كخائن، بينما العملاء الحقيقيون هم من يملكون الآلة الإعلامية ويوزعون صكوك الوطنية حسب أهوائهم.