مقالات

من الساخر نادر التوم سخرية الواقع و واقعية السخرية

من الساخر نادر التوم
سخرية الواقع و واقعية السخرية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعبة التلاتة ورقات!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
لا أظن أن بلادا في العالم حدث، و يحدث فيها ما حدث في بلادنا، لا أتحدث عن الحرب، فالعالم ممتلئ بالحروبات، و متوقع أن يمتلئ أكثر في أي لحظة، لكن ما يحدث عندنا أمر مضحك و مبكي في ذات الآن!
(2)
بربكم….
هل رأيتم بلدا في العالم، يقرر فيه المواطنون ايقاف كل فئات العملة الصغيرة، و الاستعاضة عنها بالفئات النقدية الكبيرة؟؟؟
في لحظة واحدة توقفت (الخمسة و العشرة و العشرون جنيها الورقية) ، و سبقتها فئة (الجنيه و الجنيهين الورقية)، و قبل ذلك العملة المعدنية الجنية و الخمسمائة (نصف جنيه)، هذه الفئات أوقفها الشعب بقرار شعبي، تمد الورقة للكمساري لا يستلمها، و هكذا في اي مكان و دكان!
(3)
بعد فترة لحقت بهم الخمسين جنيها، و التي كانت ذات يوم أعلى فئة (أبو بقرة)، و تفنن الكيزان و على طريقة (رب رب رببب)، في طباعة نسختين، الاولى (لونها شنو هي؟؟)، و الثانية الحمراء، عملة من فئة واحدة و بلونين مختلفين (زي الاندومي)!
(4)
ثم جاءت (متأخرا)، حكاية (تغيير العملة)، و التي صاحبتها مهازل كثيرة، من ضمنها أن بعض المسؤولين، المسؤولين من حرق العملة، و التخلص منها، لم يتخلصوا منها، بل (شفشفوها)، ما أدى إلى التخلص منهم هم، لكن مع الأسف، بعد أن فعلوا فعلتهم،و كان السؤال المحير: عشان يعملوا بيها شنو؟؟؟؟
لتأت الأجابة أكثر حيرة :
عشان يشتروا بيها في مناطق النزاع!!!
نعم فقد تم التغيير في المناطق الآمنة، و صارت هناك فئتان للألف (زي الخمسين)، أزرق و أغبش، الأزرق يعمل في مناطق النزاع فقط و الأغبش (جوكر)!
مع استمرار فئة الخمسمائة مع (الأزرق البتحرن) في مناطق النزاع!
(5)
لتصبح الفئات التي تعمل الآن: ثلاث فئات في المناطق الآمنة، و أربعة في مناطق النزاع، و كلها ورقية و لا فئة معدنية واحدة، و لا اظن أن هذا الأمر حدث من قبل في السودان!
(6)
و الفئات ليس بينها اي (هارموني)، أو تناغم، المائة و المائتان- و التي كانت في طريقها للاندثار و اللحاق بالفئات التي انقرضت بقرار (شعبي) ـ
و الألف (الجديد)، العمرو ما حضر منذ طباعته، إذ يبدو أنه طبع بكمية بسيطة، لا تف حاجة السوق و لا الرواتب.
(7)
كنت أسمع ب(لعبة التلاتة ورقات) ، و لا افهمها لكن كما قال بن علي (الآن فهمتكم)، فأنتم تعنون العملة السودانية، و لعبة التلاتة ورقات، كناية عن اللعب بالبيضة و الحجر، و هذا ما يجري مع العملة السودانية، و لعمري هذا لعب بالجنيه السوداني، الذي كان يساوي سبعة دولارات، ـ يعني من زمان عندنا عقدة من الدولار، حتى حينما كان جنيهنا أعلى منه، هذه العقدة جعلت الأمر ينعكس و ينقلب، ليصير الدولار الواحد بشوال كامل من الجنيهات السودانية ـ .
(8)
قبل أن يصدر الشعب حكم الاعدام على ثلاثة فئات (مرة واحدة)، كنت قد اقترحت أن تسمي العشرة جنيهات الخدراء جنيها، و العشرين جنيهين و الخمسين خمسة، و ها أنا اجدد اقتراحي المئة تبقى عشرة قروش، و المائتان عشرين، و الألف، جنيه واحد، (برضو بكون في عدم انسجام)!
(9)
مع الحرب ظهرت عملة الصومال في البلاد، في أيدي الأطفال للعب، مثل عملة لعبة (بنك الحظ)، هذه العملة لها فئات خرافية، 50000 و 200000 شلن، هذه لو كانت دولار لأغنتك (ورقة واحدة)،
بإمكانكم (أن كنتم تخشون تكلفة الطباعة كما ظللتم تقولون)، بإمكانكم طباعة فئات من عينة (الشلن الصومالي)، لكن حينها ستكون مثل (الليرة اللبنانية)، (رصيدك في البنك كلو ما يجيب رغيفتين)
(10)
و بما اننا لنا غرام و محبة مع المملكة، رغم أن جنيهنا كان ما سائل في ريال مدريد نفسو (زمان طبعا)، بما أن ذلك كذلك فلنقارن بالسعودية
طبعا فئاتهم (الريال) و دا عندو فئتين نص و ربع ريال، الريال بجيب 4 (خبزات)، معناتها ربع الريال (الحديدة) بشتري خبزاية، لا يستطيع اجعص صاحب مخبز أن يردك أن أعطيته ربع ريال لتشتري قطعة خبز، نحن هنا شان ما في عملات صغيرة تضطر تشتري رغيفة بي مائتين أو تلاتة بي خمسمائة أو ستة بي الف، الستة ما بجيبن واحدة سعودية
ثم (خمسة، عشرة، عشرين، خمسين)، و الفئة الكبيرة (500 ريال)، دي بتعادل مرتب تلاتة معلمين من الدرجات الكبيرة، و عشرة من المعلمين (الفكة)، تعيين جديد
دي تقدر تقول (ورقة) فعلا
(11)
و بما أن الالف الآن = ستة عيشات اقترح تسموهو مية جنية و المئة و المتين يكونو عشرة و عشرين قرشا، و اطبعو الفين و خمسة الف و عشرة الف و عشرين ألف و خمسين) على أن تكون قيمتها الحقيقية جنيها، و ليس الفا، فلا يعقل أن يتعامل الناس بثلاثة فئات فقط الفرقة بينها (بعد السما للأرض)!
و لا يعقل أن يكون في كل الدول فئات اصغر (دولار، سنت. ريال، هللة)، الا السودان جنيه بس#
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا أحد!
ودعناكم الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى