مقالات

جعفر محمدين يكتب .. كيكل.. تاريخ من الإجرام والهمبتة واستهداف سكان الكنابي (العمال الزراعين)

جعفر محمدين يكتب .. كيكل.. تاريخ من الإجرام والهمبتة واستهداف سكان الكنابي (العمال الزراعين)


بتاريخ/الاربعاء 9 يوليو 2025م
د.جعفر محمدين عابدين
gafertamok@gmail.com
يُعدّ “كيكل” شخصية مثيرة للجدل في تاريخ ولاية الجزيرة وسهول البطانة، إذ يرتبط اسمه بسجل طويل من الإجرام والهمبتة (السرقة المنظمة للمواشي)، واستغلال نفوذه في إثارة الفوضى، خصوصًا ضد سكان الكنابي المنحدرين من إقليمَي كردفان ودارفور.


منذ وقتٍ بعيد، عرفته المنطقة كأحد رموز “السالف” – وهي عملية التوسّط بين السارق والمسروق من أجل إعادة المسروقات مقابل دفع مبالغ مالية، وهي ممارسة كثيرًا ما استُغلّت ضد أبناء القبائل غير العربية، الذين لا تُعاد إليهم ممتلكاتهم حتى بعد الدفع.


درع البطانة.. غطاء سياسي للصراع العرقي


بعد توقيع اتفاقية جوبا للسلام، برز كيكل من جديد عبر تأسيس ما يُعرف بـ “قوات درع البطانة”، وهي قوة شبه عسكرية قال إنها لحماية المنطقة، لكنها في الواقع اعتمدت على تجنيد أبناء القبائل العربية فقط – وتحديدًا من الشكرية – بينما تم استبعاد القبائل غير العربية، بما فيها سكان الكنابي.


هذا الإقصاء المتعمد يعكس نية واضحة لإعادة إنتاج الهيمنة الإثنية والطبقية في الإقليم، بل تشير معطيات إلى أن الهدف من إنشاء هذه القوات هو دفع سكان الكنابي إلى التهجير القسري من وسط السودان، تحت غطاء رسمي أو ضمنيًا بتواطؤ جهات سيادية في الدولة.


قوات درع السودان وتضليل الرأي العام


مؤخرًا، تم تغيير اسم قوات درع البطانة إلى “قوات درع السودان”، في محاولة لإضفاء الشرعية والتمويه على أهدافها الحقيقية.

كما عُقدت مؤتمرات وندوات جماهيرية اتهمت مؤتمر الكنابي والحركات المسلحة بتوزيع السلاح داخل ولاية الجزيرة – وهي ادعاءات نفاها مؤتمر الكنابي جملة وتفصيلًا، وقدّم في مؤتمر صحفي توضيحات تفنّد تلك المزاعم وتكشف نوايا كيكل الحقيقية.


خاتمة
إن ما يقوم به كيكل، من شيطنة لسكان الكنابي، ومحاولة تصويرهم كمهدد أمني، ما هو إلا امتداد لخطاب الإقصاء والعنصرية الذي يُعيد إنتاج أدوات السيطرة التاريخية في السودان، مستغلًا هشاشة الدولة وفوضى ما بعد الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى