جعفر محمدين يكتب .. شمال السودان وجنوبه : شعب واحد مزّقته السياسة

بقلم: د. جعفر محمدين عابدين
التاريخ: 11 يوليو 2025م
📧 gafertamok@gmail.com
رغم أن صراعات السياسة ومكائدها فرّقت بين شمال السودان وجنوبه، تبقى الحقيقة الأعمق أننا شعب واحد، تربطنا أواصر الدم والتاريخ والثقافة. ولعلّ من أعظم المآسي التي ارتكبها نظام الإنقاذ البائد، تمزيق نسيج الوطن بفصل جنوب السودان، تحت وطأة سياسات عنصرية جائرة وظالمة طالت إخوتنا في الجنوب.
شعب جنوب السودان ليس غريبًا عنّا، بل هو الامتداد الإفريقي الأصيل لهوية السودان. وقد قدّم أبناء الجنوب للوطن رموزًا خالدة في الوعي الوطني، في مقدّمتهم القائد الراحل الدكتور جون قرنق، إلى جانب نخبة من الروّاد الذين أسهموا في بناء الدولة السودانية وخدموا في مجالات السياسة، والتعليم، والفن، والرياضة، والجيش.
حادثة بيالي: جُرح في الجسد السوداني
ما جرى في معسكر بيالي بأوغندا من أحداث مؤسفة بين بعض النازحين من شطري السودان ليس سوى ندبة مؤلمة في جسد الوطن الواحد. هذا الحادث لا يمثل الشعبين، بل يمثل المأساة التي صنعها التهميش والتضليل والانقسام. وهو جرس إنذار للعقلاء من الجانبين بأن الجراح المشتركة لا تُداوى بالفرقة، بل بوحدة المصير.
النازحون من الشمال والجنوب هم ضحايا حربٍ واحدة بوجوه متعددة. يجمعهم في الغربة ألم الشتات، ومرارة اللجوء، وحنين العودة إلى وطنٍ يتّسع للجميع.
أوغندا.. ملاذ إنساني نبيل
وسط هذا الألم، تبرز أوغندا كدولة وشعب، في أبهى صور الكرم الإفريقي. فقد فتحت ذراعيها للاجئين من الشمال والجنوب دون تمييز، في موقف يجسّد أسمى معاني التضامن الإفريقي الإنساني.
لذلك، لا بد من توجيه أسمى آيات الشكر والتقدير لحكومة أوغندا وشعبها الكريم، على هذا الموقف النبيل الذي يُعيد التذكير بأن روابط الشعوب لا تقطعها حدود الجغرافيا، ولا تمحوها خلافات السياسة.
ختامًا
ما يجمع بين شمال السودان وجنوبه أقوى من كل فواصل الحرب والانفصال. وعلينا أن نستعيد هذا الوعي، ونربي عليه أبناءنا، ونعمل من أجل وطن يتسع لكل أبنائه، دون تمييز ولا إقصاء.