الشيخ ود تمبول يكتب .. عندما تعلو صيحات الفقد في كل بيت .. !

○بقلم/ الشيخ ود تمبول
●في زمن الحرب، حيث تتساقط القذائف، وتختلط الدماء بالتراب، وتعلو صيحات الفقد في كل بيت، لا مكان للحياد، ولا عذر لمن اختار الصمت موقفًا، والتراجع غطاءً للجبن.
إن الحياد، في زمن تُدك فيه المدن بالبراميل المتفجرة، وتُستهدف فيه الأسواق والمستشفيات والمدارس، ليس موقفًا متوازنًا، بل هو خيانة مبطنة، وتواطؤ بالصمت. يقول الله تعالى في محكم تنزيله: {كُتِبَ عليكم القتالُ وهو كُرْهٌ لكم}، وهي آية تؤكد أن القتال ليس خيارًا محبوبًا، بل فرض مؤلم، لكنه ضرورة في وجه الباطل والطغيان.
من يخوض هذه المعارك، ويقود الصفوف الأمامية، هم أشجع الرجال، وأشدهم بأسًا وصبرًا وجلدًا. إنهم من يكتبون التاريخ بدمائهم، ويصنعون المجد ببطولاتهم. أما المهزوم فسيذكره التاريخ، وإن كان على الهامش، أما المحايد، فلن يجد له التاريخ صفحة، ولن يذكره أحد إلا على استحياء أو تقصير.
في مناطق تُقصف يوميًا وتعيش على وقع الرعب المستمر، لا مكان لمتفرج. من لم يقف إلى جانب أهله، ولو بالكلمة، فليعلم أنه قد وقف في صف العدو، من حيث يدري أو لا يدري.
نقولها بوضوح: إن لم تكن معنا، فأنت ضدنا.
إن لم تسهم بالرجل، فاسهم بالمال.
وإن لم تستطع الوصول إلى الجبهات، فشارك في تأمين المناطق المحررة، وحماية المدنيين من الانفلات والتجاوزات.
اسأل نفسك، أيها المحايد، حين تتساقط البراميل المتفجرة على نيالا وزالنجي والجنينة، هل تفرّق شظاياها بين عربي وأفريقي؟
هل سألت نفسك عن الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن؟
عن الآباء الذين لم يعودوا يرون فلذات أكبادهم إلا في صور الشهداء؟
أقولها لك بصدق:
دعك من وهم الحياد، وتخلَّ عن جبنك، واصعد إلى سفينة المناضلين.
فإن قدّرك الله للموت، فذاك قدر الأبطال،
وإن كتب لك الحياة، فعِش مرفوع الرأس، عزيز النفس، معتزًّا بموقفك.




