مقالات

الشيخ يونس ود تمبول يكتب .. (الشعب السوداني… كأنما سُخّر ليكون نورًا تهتدي به الشعوب.)

الشيخ// يونس ود تمبول

○فأينما حلّ أبناؤه، حملوا معهم القيم، وتركوا أثرًا طيبًا في أخلاقهم، في أمانتهم، في صدقهم.
حتى وصفهم الناس بأ noblest الصفات، وقالوا فيهم ما يُقال في الكبار: أوفياء، أنقياء، نبلاء.

وفيما بينهم، كانوا يدًا واحدة؛
يسندون من وقع، ويقفون مع المظلوم، ويسألون عن الغائب…
وفي غربتهم، تلاشت القبيلة، وذابت الفوارق، وصار الوطن في قلوبهم اسمه السودان.

لكن الغرابة ليست هنا…
الدهشة الحقيقية أنك قد ترى هذا الشعب نفسه، داخل السودان، بوجهٍ مختلف!
صفات ظاهرها الطيبة، وباطنها الغيرة أو النفاق، وربما الحقد…
تواروا خلف انتماءاتهم الضيقة، ونسوا الانتماء الأكبر: الوطن.
بل إن بعض العقلاء منهم لا يتردد في استخدام كلمات عنصرية عند أول خلاف… إلا من رحم ربي.

عجزوا عن تصفية قلوبهم لبعضهم، ونجحوا في ترميم أرواح شعوب أخرى!

فوقفت متعجبًا، أُحدث نفسي:
كيف يستطيع الإنسان أن يعيش مخادعًا؟
ثم أدركت أن للخديعة سقفًا لا يُلامس السماء… وأن من الصعب أن يخدع الإنسان شعوب الأرض جمعاء!

وفي خلوة مناجاة وصلاة، عقدت النية على الاعتكاف،
صمتُ، تصدّقت، وتفرغت للقرآن… سبع ليالٍ متتالية.

وفي الليلة الأخيرة، زارني في رؤيا رجلٌ أبيض الثياب، كأن النور ينبعث منه.
قال لي:
“سلامٌ على يونس.”
فأجبته: “وعليك السلام.”
قال:
“أراك في حيرة من أمرك…
وقومك، خيرهم في الهجرة!
هاجروا… فإن شعوبًا ما زالت تنتظر النور!
هاجروا… فإن أرض الله واسعة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى