مقالات

إيقاف الحرب ونسيان المرارات التاريخية ضرورة حتمية

لننسي المرارات التاريخية، ولنركز على تنمية إقليمنا وتسخير موارده في خدمة إنسانه، ذلك الإنسان الذي عانى من ويلات الحروب والتمييز المُمنهج.

● دارفور، هذا الإقليم الحيّ والغني بموارده الطبيعية، كانت يومًا من أغنى السلطانات!
دارفور، التي يعيش إنسانها اليوم في أدنى درجات الفقر، كانت تتبرع بمالها لبلاد الحرمين يومًا ما. ولكن، وبسبب الأخطاء السياسية التي ارتكبها السلطان علي دينار حينما انحاز إلى الدولة العثمانية وحلفائها إبان الحرب العالمية الأولى، انتهى بنا المطاف بزوال السلطنة.


منذ ذلك الحين، فقد الإقليم هيبته، وأصبحنا في قبضة المستعمر الإنجليزي، الذي ولّى علينا وُلاةً كان همّهم الأول إرضاء الباشاوات. وحين قررت بريطانيا الانسحاب من السودان، تركت الأمر في يد عملائها بالداخل لإدارة شؤون البلاد، فاستمر النهج الاستعماري، بل وتطوّر بأساليب أكثر خُبثًا.


اتبعوا سياسة “فرّق تسد”، وعملوا على تفتيت مجتمع دارفور بطرق متعددة. جميع الحكومات المتعاقبة سارت على نفس النهج بخطوات مدروسة كي لا يُفتضح أمرها. حُرمنا من التعليم الصناعي، وظللنا محصورين في الألواح الخشبية حتى صرنا نُعرف بـ”دارفور اللوح والدواية”.


وعندما بدأ أبناء الإقليم يدركون حجم الخطر، وهمّوا بإصلاح الواقع، أُغلقت الأبواب في وجوههم من قِبل عملاء الاستعمار. وعندما تمرّدوا، وجدوا أنفسهم محاصرين من أبناء جلدتهم أنفسهم! أولئك العملاء من بقايا العهد التركي والإنجليزي لعبوا دورًا في زرع الفتنة وتحريضنا على بعضنا البعض.

ولكي تكتمل المأساة، رُبطت السياسة بالقبيلة، ومع مرور العقود، اقتتلنا فيما بيننا اقتتالًا مريرًا، وكره بعضنا بعضًا على أساس القبيلة واللون. وبينما كنّا نحارب بعضنا، كانت النخب تُرسّخ نفوذها في الحكم، وتُحرّكنا كما يُحرَّك اللاعبون على رقعة الشطرنج؛ يُقرِّبون هذا ويُبعِدون ذاك.
وقد صدق من قال: “لن يستطيع أحد أن يركب ظهرك إلا إذا انحنيت له.”


● لذلك، إخوتي وأخواتي، الحل بأيدينا نحن!
تعالوا نُوحّد صفوفنا، وننسَ مرارات الماضي، ونُطالب بحقوقنا في السلطة وتوزيع الثروة. فحينها، لن يكون أمام العملاء سوى الاستجابة لمطالبنا… أو الفناء معنا.

الشيخ: ود تمبول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى