مقالات

بارود صندل رجب المحامي يكتب : الرباعية الدولية ومحاولة وقف الحرب ،،،

بارود صندل رجب المحامي يكتب:

الرباعية الدولية ومحاولة وقف الحرب ،،،،


في الوقت الذي أنشغل فيه شركاء حرب الكرامة حول قسمة السلطة ، وانصرفت مجهوداتكم في الصراع حول المغانم ، ففي ذات الوقت هنالك في دهاليز الأستكبار العالمي ، تطبخ علي نار هادئة سيناريوهات حول الموقف في السودان.


امريكا وحليفاتها في المنطقة ، اختطفت الملف وشرعت في اجتماعات تحت مسمي الرباعية لترسم معالم الحل علي النحو الذي لا يخفي علي احد ، يريدون دمج مسار جدة مع مسار الرباعية ، يبدأون ببيان سياسي مشترك تصدرها الرباعية والاتحاد الافريقي والايغاد ، بشير بان منبر جدة هو المنصة الوحيدة لحل النزاع ، العمل علي تحويل أعلان جدة الي اتفاق سياسي ملزم عبر قرار من مجلس الأمن ،،، وهكذا تمضي الامور في سلاسة وقيادتنا تلاحق سفاسف الأمور.


و لا نري لها تحركا لا همسا ولا جهرا ، ولكنا نسمع كثير جعجعة من انصار حرب الكرامة ، ذات السيمفونية المشروخة والتي اوردتنا المهالك ، من مثل ، أن التحرك الدولي يهدف الي قطع الطريق علي انتصارات الجيش ، وإنقاذ المليشيا من الانهيار ، وأن إرادة الشعب لا تقهر وهي قادرة علي افشال المخططات مهما كانت قوتها وشوكتها ،،،


سمعنا تصريحات ، المدعو كيكل وهي نسخة طبق الأصل لهرطقات عمر البشير ،، هي ذات عقلية الجزمة ومن المؤسف أن تنسب مثل هذه الهرطقات الي إرادة الشعب ،،،
وفي الجانب الآخر أيضا فان الحكومة المدنية (حكومة الامل) ورئيس وزرائها ، تغرد خارج السرب ، وكأن مسألة الحرب لا تعنيها ، ليست لها اي تحركات لتدارك او حتي تلاحق ما تدبر ضد البلاد ، أمر عحيب وغير مستساغ ، رئيس الوزراء وكما سبق ان قلنا لا يملك صلاحيات الا في حدود ما يسمح به العسكر هذه هي الحقيقة، ارايتم وهو مجرد عضو في لجنة شكلها البرهان برئاسة الفريق ابراهيم جابر للقيام باعمال في عاصمة البلاد تعد من صميم العمل التنفيذي من اختصاص رئيس الوزراء ، هذا وحده يكفي ان سعادة البروفيسير كامل أدريس ، اقصر قامة علي قيادة حكومة مدنية حقيقية ، فضلا عن عدم قدرته علي تشكيل الحكومة نفسها ،،، لم تعد حكومة كامل ادريس تمثل تحولا نحو الحكم المدني وبالتالي لم تقنع المجتمع الاقليمي ولا الدولي بان هنالك حكم مدني قد يساعد في الانفتاح علي العالم وعلي رفع العقوبات المفروضة علي البلاد ،،،


اما القوي السياسية التي تقف في جانب حرب الكرامة ، الكتلة الديمقراطية وغيرها من القوي السياسية ، فهي بالرغم من صحوتها الاخيرة التي دعت الي الحل السلمي بارادة سودانية والي استكمال مسار التحول المدني الديمقراطية من خلال توافق وطني شامل نابع من حوار سوداني سوداني لا يستثني أحد ، هي مجرد شقشقة لسان لا تقوي علي الثبات ، هي بالونات اختبار وتكتيكات لتحقيق بعض مصالح ذاتية ،، ليس الا ،،،،


صحيح أن البلاد علي مفترق الطرق ، وأن ما تحاك ضدها من الجسامة والخطورة بحيث ليس في مقدور المجموعة الحاكمة مواجهتها او حتي كفكة بعض مخاطرها ،،، يرتعد العسكر خوفا من المجتمع الدولي لا سيما من العقوبات ، والتي بدات تطوق اعناق البعض ، البرهان وعدد من كبار قادة الجيش ، وحميدتي وعبدالرحيم دقلو وعدد من قادة المليشيا ، وأخيرا كيكل وما ادراك ما كيكل ، وبالتالي أي فرفرة من هؤلاء ، خاصة أي محاولات تعيق وقف اطلاق النار فان عصا العقوبات ترفع في وجه من يقدم علي ذلك وأظن أن قادة حركات دارفور المسلحة ستكون علي قائمة العقوبات إذا اصرت علي استمرار الحرب والعاقل من اتعظ بغيره ، وقد أثبتت التجارب القريبة ، أن العسكر لديهم قابلية للتنازلات بغض النظر عن مصلحة البلاد في سبيل حماية انفسهم او البقاء في السلطة ،،،،


واضح ان التدخلات الخارجية الخبيثة هي التي سوف ترسم معالم الاوضاع في البلاد في المستقبل ، فهل ننتظر المعجزة ، أم نلملم اطرافنا التي اصبحت شتاتا لانقاذ ما تبقي من البلاد قبل ان تصبح اثرا بعد عين ،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى