مقالات

دار السلام وداعة تكتب .. محمد حسن التعايشي عندما ناداه الوطن لم يتأخر يوما

محمد حسن التعايشي عندما ناداه الوطن لم يتأخر يوما

✍️ بقلم دارالسلام وداعة


في المنعطفات الحاسمة من تاريخ الشعوب لا يكون السؤال عن الأسماء فحسب بل عن المعايير التي تفرزها اللحظة الوطنية فحين تهتز الأرض تحت أقدام الدولة و تتآكل الشرعيات بفعل الفشل و التواطؤ و العجز تصبح الحاجة إلى قيادة ذات مصداقية مسألة بقاء لا مجرد خيار اليوم و السودان على شفا انهيار شامل يبدو واضحاً أن الطريق للخروج لا يمر عبر الأسماء المكرورة و الصفقات الموسمية بل عبر شخصيات اختبرتها التجربة و صنعتها المواقف هنا يبرز اسم محمد حسن التعايشي نفسه لا كخيار و حسب بل كضرورة وطنية تُلبي استحقاقات هذه المرحلة الدقيقة من تاريخنا.


رجل جاء من الهامش و لم يغادره:
ما يميز التعايشي ليس فقط انتماؤه الجغرافي للهامش بل إخلاصه العميق لقضاياه حتى و هو في قلب صنع القرار نشأته في الريف لم تكن تفصيلاً شخصياً بل تأسيساً لرؤية سياسية تؤمن بأن الطريق إلى دولة عادلة يبدأ من إعادة الاعتبار للمواطن المهمش لا من مكاتب النخبة.


لم يصعد التعايشي في السياسة عبر الولاءات بل عبر الإنحياز المبدئي في جامعة الخرطوم لم يكن مجرد ناشط طلابي بل صوتًا سياسيًا ضد الاستبداد و التزييف عرفه الناس لا عبر الصور بل من خلال خطابه النظيف و مسيرته التي لم تتقاطع يومًا مع الفساد أو التنازلات الرخيصة.


ثبات على الموقف لا الشعارات:
في المشهد السوداني المضطرب من النادر أن تجد سياسياً لا يغير موقعه و لا تُغويه المناصب لكن التعايشي ظل وفياً لرؤيته لدولة مدنية ديمقراطية غير مركزية قائمة على العدالة لا الظلم و على الحقوق لا الامتيازات لذلك حين شارك في مفاوضات سلام جوبا لم يكن صوت المركز يُملي عليه بل لسان حال الذين لم يُسمَعوا من قبل لم يتعامل مع التفاوض كصفقة بل كمسؤولية تُحمل على الظهر لم يساوم على قضايا الضحايا و لم يختبئ خلف العبارات المنمقة كان صادقاً و لذلك سمعه و أحترمه من اختلف معه.


الدولة كمشروع أخلاقي:
ما يحتاجه السودان اليوم ليس فقط من يُجيد إدارة السلطة بل من يفهم معناها و يعرف مسؤولياتها فالتعايشي ليس ناشطا سياساً بل مهندس دولة يؤمن بأن الحكم تكليف لا تشريف لم يُعرف عنه السعي وراء الأضواء و لم تُسجل عليه مواقف رمادية حين إحتدم الخلاف فهو من القلائل الذين يملكون شجاعة إتخاذ القرار و صواب الإنحياز مهما كانت المخاطر.


يعرف التعايشي أن بناء الدولة يبدأ من إعادة صياغة العلاقة بين المواطن و السلطة لا عبر إعادة تدوير الوجوه بل عبر خلق عقد إجتماعي جديد تكون فيه الكرامة و الحقوق هي الأساس.


لماذا الآن؟
لأن التحديات لم تعد تحتمل التجريب و لأن الوطن بحاجة إلى من يتعامل مع المرحلة كفرصة لتأسيس جديد لا كفرصة لمكاسب سريعة التعايشي يمتلك من الصدق السياسي و النقاء الأخلاقي و الاتساق الفكري ما يجعله رجل اللحظة و المرحلة
لا نريده لأنه من أبناء الهامش فحسب بل لأنه ظل وفياً للهامش عارفاً قضاياه لم يغادره حين اقترب من مركز القرار.


لا نطرحه لأنه يحظى بفرصة بل لأنه يمنحنا جميعاً فرصة للخروج من هذا النفق بمشروع دولة حقيقي.


إلى قيادة الدولة في حكومة تأسيس:

الفرص التاريخية لا تتكرر كثيراً و حين يظهر في لحظة ما قائد يُجسد قيم التحول لا شعاراته و يعبر عن تطلعات الشعب لا مصالح الأحزاب فإن تجاهله ليس فقط خسارة سياسية بل خيانة أخلاقية لمطالب التغيير.


إختيار التعايشي رئيساً للوزراء ليس ترضية للهامش و لا منحة لشخص بل خطوة على طريق إعادة تعريف الدولة لنبدأ بداية صحيحة لا المواصلة في الحلقة التي أتعبت السودان و استنزفته.


في لحظات الانهيار لا يُصنع الأمل إلا من صدق التجربة و وضوح الرؤية
و في لحظات التأسيس لا نحتاج إلى من يتقن الخطابة و حسب بل إلى من يتقن ج

محمدحسنالتعايشي رئيسًاللوزراء

السودان_أولًا

دارالسلام_وداعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى