من الساخر نادر التوم
سخرية الواقع و واقعية السخرية
ملاذ و الانجاز، استراتيجيات (معلمين)!
ماشاء الله تبارك الله لا قوة إلا بالله!
(1)
في عام دراسي (مبرحل)، مثل السوق : (كل زول شغال على كيفو)، عادت ملاذ من نهر النيل (العقيدة)، لتحاول الالتحاق بمدرستها الخاصة، التي كانت تدرس فيها،، مدير المدرسة رفض قبولها في الصف الثالث المتوسط ،حيث بدأته في نهر النيل، و لم تكمله، – بسبب العودة الطوعية لبيتهم، و ظروف عمل والديها – ، و أصر على إرجاعها (سنة تانية)، و كان لديه دفوعاته التربوية و النفسية، فما كان من ابيها (معلم الثانوي)، ، و أمها (المعلمة بنفس المدرسة)، الا البحث عن مدرسة أخرى.. ليتم تسجيلها في مدرسة حكومية (خالد بن الوليد)، قريبة من البيت.
(2)
وجدت ملاذ فرصة للجلوس للامتحان (طوارئ)، حيث تبقى من الامتحان ثلاثة أسابيع فقط، تنقص و لا تزيد، أبوها توكل على الله و سجلها، و هي توكلت و نزلت!
(3)
في مثل هذه الأحوال و الظروف، يكون التبرير (ما مشكلة لو سقطتت تعيد تاني) ،أبوها رفع شعار (سقطت ما سقطت ممتحننها)، و لم يحتفل أو يحفل بكلام المعلمين، و التربويين، و (المنظرين) من الزملاء و الأهل.
و الطبيعي في هذا الوضع، (تسقط بس#)، و لا أحد سوف يلومها!
(4)
أمها أخبرتني (بالمفاجأة)، و عملت بنفس النظرية (تبقى ليها تجربة)، لكني اشتغلت على الجانب الإيجابي و التحفيزي، و في جواي بقول (الله أعلم تنجح!)
قالوا لي ساعدها، و اشرح لها، قلت حسنا، اشتغلت معها استاذ (متابعة)، بعد ما فات الأوان، استاذ (كشكول)، قلت لها :
- (ختيني الحساب)، خلي أبوك يشرح ليك، و أصرت امها (معلمة العربي) أن اشرح لها عربي برصو، بحجة اني بحب السوق العربي، اقتنعت، شئ اسماء خمسة، و فعل خماسي و همزات، و معاجم، و علوم و حضارة.
(5)
قلت لها إذا أردتي أن تعبري و تنتصري، عليك باتباع استراتيجيتي في إدارة الأزمات (حقت الامتحانات)، قالت لي:
ـ أها استراتيجتك شنو؟
قلت ليها:
ـ لو بقيتي آ آي (ذكاء اصطناعي)،، م بتقدري تقري مادة واحدة من المواد دي!
ـ قالت لي و الحل؟
ـ قلت ليها الحل في الحل،نحلحل امتحانات كتيرة بس، أما بالنسبة لحاجات الحفظ الحل في (البعض) و ليس الكل!
ـ كيف؟
ـ قلت ليها انتي مفروض تكوني (بدون امتحانات) حافظة سورة يس، لكين طالما انك ما حافظاها، تحفظي خمسة آيات من اولها، و مثلها من وسطها، و آخرها، علما أن السورة المباركة آياتها 83، علما دي ليكم انتو (شان ما احبطها)!
و بالنسبة للقصائد تحفظي 2 ، لو جات خلاس، و لو ما جات برضو خلاس، ح تعملي شنو يعني؟؟؟
(6)
و بديت اشرح ليها علوم، لقيتو نفس كلام تالتة ثانوي، رشحت ليها كم رسمة تحفظهم، و حاولت جاهدا احفظها رموز كيميائية، و مجموعات ايونية، و بديت اشرح ليها، زكاة البقر و الغنم و الذهب، و لو بسقوا بي مطر، و بنت لبون … الخ، و لمن القى حاجة (انا مافاهمها)، اقول ليها ركزي على دي بتجي، و فعلا ماف اي حاجة جات، من الأنا ما فاهمها، الحمد لله كانت قالت ما شرحت ليها كويس!
(7)
زمان (المعلمون)، كان بقولوا لينا (الصلاة يوم القيامة م بتنفع)، و (علوق الشدة)، كناية عن البتعمل فيو ملاذ و امها و ابوها و نحن معاهم.. يوم القيامة (العصر)، و علوق ما يدي زمن للحيوان (يعلقو)، و لا يعلق!
(8)
مرات بكون بشرح ليها تقول لي :
ـ يا خالو نادر دي خليها؟
ـ قريتيها؟؟
ـ لا لا أبوي قال لي خليها!
ـ كيف الكلام دا؟
ـ أبوي ذاتو عندو استراتيجية
ـ اها استراتيجتو شنو؟
ـ قال لي الدروس المافيها درجات كتيرة (ما تشتغلي بيها)، و هسه دروسك دي كلها بي درجة واحدة، و امكن ما تجي!
قلت ليها، و أنا مقتنع بي كلامها و وجهة نظر استراتيجية ابيها (التي تبنتها هي) ، و ما صدقت يقولوا ليها دي خليها، قلت:
ـ يا بني العافية درجات، و درجة و درجة تساوي درجتين و درجة و درجة و درجة بتعمل حاجة!
قالت:
ـ يا خال درجة الحرارة عالية ، و الكهرباء بتقطع بعد دا ، شوف لينا درس (درجاتو حلوة).
(9)
المهم بي استراتيجية ابوها على استراتيجيتي، على استراتيجية امها، نجحت ملاذ في (الامتحان تحت ضغط)!
(10)
كل ما يقولوا النتيجة قربت، ملاذ تعمل لينا الشاي بالملح، و تكب السكر في الملاح ، و عادي تدفق بستلة اللبن كلها، ثم يتم تأجيل النتيجة، و هكذا، لحدي ما فاجأتني يوم النتيجة :
ـ أمي ما دايرة تاكل مقلقة، و انا اكلت و (فوضت امري لله)، قلت ليها :
ـ الإضراب عن الطعام بجيب (نتيجة) يعني؟
قالت: انا عارفة؟
(11)
كل ما يقولوا الليلة النتيجة، اقول ليها بتجيبي 140، 150، اخاف أعشمها و تسقط، تقول لي كلو منك، اردفها ب :
ـ و كان سقطتي ذاتو ما مشكلة صغيرة و حلوة بعرسوك!
تقول لي: يا اخي!!
اقول ليها خلاس بتعيدي عادي!
(12)
يوم النتيجة لقيت اي حاجة زايدة، قلت انا ذاتي أزيد، قلت ليها بتجيبي من 180 ( و لي فوق)، طبعا عجبتني لي فوق دي، قلت لو سقطت ذاتو شنو يعني ؟ كم مسؤول قال لينا ح تبقوا اكبر راتب في الدولة، و ما بقينا، لا المسؤول استقال، و لا نحن، جات على 180 ملاذ دي؟؟؟
(13)
المفاجأة ملاذ جابتها و لي فوق كمان، (زي ما اقول ليكم كدا)، (182 درجة)، في طاشر يوم، و الله إنجاز و اعجاز، نحن ناس معلمين، و استراتيجياتنا م بتجلي، كم كم إمتحان خشيناهن كدا بالبركة و الاستراتيجية بس!
(14)
ملاذ بت أستاذ (جعفر عثمان)
و أستاذة (مشاعر التوم،) سكتتنا نحن ذاتنا، قبل العدو و الصديق، و أدهشتنا و اقنعتنا، في ظروف كلها تدعو للفشل و السقوط..
طبعا كلكم دايرين تعرفو استراتيجية أمها شنو؟
ـ إنها تنجح بس، و تمشي المدرسة الثانوية القريبة، و ما تخذلها مع مدرستها القديمة، و الناس بس#
(15)
مبارك لي (ملوذة) و أهلها، و بعد تمشي المدرسة الثانوية القريبة، إن شاءالله ، غيري استراتيجيات أبوك و امك و خالك دي
و عقبال مريومة إن شاء الله ط
التي سنكتب عنها قريبا ان شاء الله، بعد أن أنهت امتحانات الشهادة الابتدائية اليوم بنهر النيل، في ظل انقطاع كامل للكهرباء (من طق طق للسلام عليكم)و بعد أن تظهر نتيجتها المشرقة و المشرفة باذن واحد احد!
(16)
و وصية لكل اب و ام و ولي أمر:
لو أنفقت على أولادِك كنوز الدُنيا = سيفرون منك يوم القيامة!
لكن لو علَّمتَهُم القرآن = سيبحثون عنك ليُلبِسُوكَ تاجَ الوَقار 👑❤
(منقول بي قلبو و تاجو)!
(17)
اتمنى من ملاذ حفظ سورة يس، و تثبيت السور التي حفظتها في المرحلتين السابقتين، و كذلك مريم، و إخوانهن و اخواتهن، فذاك هو النجاح و الفلاح الحقيقي!
تنبيه: الاستراتيجيات دي ما بتظبط (طوالي)، شان ما تعتمدوا على الكلام دا!
(18)
الشكر موصول لمدرسة (الأضواء الخاصة)، و ربانها الأستاذ أ(نس أبو المعالي)، الذي بدأت ملاذ معه منذ الإبتدائي ، و كل طاقمه،
و الشكر لمدرسة (خالد بن الوليد) التي منحتها فرصة الامتحان ،و كل معلميها و معلماتها (متشكرين و مقدرين)!
و الشكر لكل مدارس قريتنا الحبيبة (العقيدة)، بكل مراحلها، فهي لم تقصر معنا و لا مع اولادنا، كل مدرائها ، و معلميها، و معلماتها (مقيمين و وافدين)، و لكل داعميها بالداخل والخارج!
(19)
و التهاني لكل الناجحين (باي استراتيجية كانت)،، و لأسرهم، و حظ اوفر أن شاءالله، لمن لم تنجح محاولتهم الاولى (و لا يهمكم)! بتتعوض أن شاءالله!
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا أحد!
ودعناكم الله
