مؤتمر مئوية الجزيرة يبعث الأمل: إحياء التعاونيات وتفعيل دور الإعلام

الجاسر نيوز – متابعات
طالب مؤتمر الاحتفال بمئوية مشروع الجزيرة بضرورة إعادة الحركة التعاونية والغاء قانون اصحاب مهن الانتاج الزراعي العام 2005م .
وقال الأستاذ محمد الفاتح عبد الوهاب العتبي في ورقة حول الحركة التعاونية ومستقبل مشروع الجزيرة قدمها أمس في ختام المؤتمر.
واشار الي ان عودة التعاونيات اساس لاستقلال الذاتي لاصحاب الأرض وسيحقق السيادة الغذائية وسيربط المزارعين بالكيانات العالمية وهو ماسيزعج اصحاب المصلحة.
ولفت الى ان التجربة في السودان اوضحت ان التعاونيات من الادوات المهمة لاصحاب الدخل المنخفض.
واضاف ان المؤتمر ازعج الكثيرين مما يؤكد ان التأثير الذي ستحدثه التغيرات التي قد تحدث نتيجة المؤتمر لاتأتي وفقا لمصالحهم .
وذكر ان المستقبل يعتمد على التجربة الثرة للتعاون في السودان وفي مشروع الجزيرة بشكل خاص.
وتحدث العتيبي في ورقته عن تاريخ مشروع الجزيرة ومحاولات عدد من مدارء المشروع لرفع الوعي التعاوني لكنه إشار الى ان هذه المحاولات تمت مواجهتها بمقاومة شرسة من قبل ادارة المشروع وكبار التجار .
واوضح انه بالرغم من المعوقات التي تواجه المزارعين بفعل الحرب هناك فرصة كبيرة للتوعية التعاونية حتى يكون المزارع رأس الرمح في العملية الانتاجية .
واشار الى ان قانون اصحاب مهن الانتاج الزراعي قصد منه أضعاف التعاونيات وقال انه :”طعم لابعاد المزارعين عن التعاونيات من خلال سحبهم على جمعيات المهن ” .
واعتبر ذلك عمل سياسي تم لاضعاف وحدة المزارعين وطالب بالغائه .
ورأى ضرورة اعادة النظر في قانون 2020م بعد الاحداث الجارية .
وفي السياق قدم أستاذ تاج السر الملك ورقة حول أثر مشروع الجزيرة في التطور الثقافي وقال ان المشروع ساهم في اثراء الحركة الثقافية في السودان.
ونوه الى ان المشروع كان رافدا للاقتصاد الوطني وهو ما شكل استقرارا لمواطني ود مدني والجزيرة بشكل خاص وخلق نوعا من الابداع تفوق على اقاليم السودان المختلفة .
وتحدث عن الطفرة الابداعية وقال ان مدني اثرت الساحة الثقافية في السودان بعظماء الفن السوداني والادباء والمفكرين بفضل تعدد الثقافات لمواطني المشروع الذين جاءوا من جميع اقاليم السودان لولاية الجزيرة للعمل بالمشروع . وقال ان النهضة الثقافية في مدني بدأت قبل كل مدن السودان حيث قامت السينما والمسارح والرسم والغناء
وفي السياق تحدث الأستاذ حسين سعد في ورقة بعنوان الاعلام ومشروع الجزيرة بين الوعي والتقصير تحدث عن ضرورة تأهيل البنية التحتية الزراعية إصلاح الترع والقنوات الرئيسية والفرعية لضمان انسياب المياه.
واشار الى أهمية تحديث منظومة الري باستخدام تقنيات حديثة للحد من الفاقد، وصيانة الطرق الداخلية والجسور لتسهيل الحركة والنقل.
بالاضافة لضرورة توفير تمويل مستدام للمزارعين ..
ورأى ضرورة إنشاء صندوق تمويل لإعادة الإعمار الزراعي مدعوم من الدولة والمنظمات الدولية.
وشدد على ضرورة إعفاء المزارعين من الديون المتراكمة بسبب الحرب والظروف القسريةوإصلاح الإدارة والمؤسسية .
وطالب بإعادة مشروع الجزيرة كهيئة قومية مستقلة بإدارة فنية ومهنية بعيدًا عن المحاصصات السياسية، وتفعيل دور إتحاد المزارعين والاتحادات القاعدية في اتخاذ القرار وإدارة الموارد.
وشدد على ضرورة إقرار قانون جديد للمشروع يضمن الشفافية والمساءلة ويحدد صلاحيات الإدارة.
ورأى ضرورة التحول إلى الزراعة الذكية والمستدامة تشجيع استخدام التقنيات الزراعية الحديثة، والتوسع في الزراعة العضوية والمحافظة على البيئة والتربة.
وشدد على ضرورة توفير التدريب وبناء القدرات للمزارعين والشباب والنساء والعمال الزراعيين وتوفير الحماية والتأمين الزراعي إدخال نظام تأمين زراعي ضد الكوارث الطبيعية والحرب
ونبه الى ضرورة توفير وتأمين مدخلات الإنتاج (بذور، أسمدة، وقود، مبيدات) بأسعار مدعومة، وحماية المزارعين من الابتزاز والتقلبات السوقية.
وقال يجب تفعيل دور الإعلام والإرشاد الزراعي تطوير الإرشاد الزراعي وتوسيع برامجه عبر الإذاعة والتلفزيون ووسائل التواصل .
ولفت الى ضرورة إدماج مشروع الجزيرة في خطة التعافي الوطنية بعد الحرب.
وأشار الى ضرورة تعزيز الشراكة بين الإعلام والجامعات والمراكز البحثية لتوفير محتوى علمي موثوق، وتشجيع الإعلام المجتمعي المحلي وتوفير دعم لوجستي وفني له، والضغط من أجل حرية الوصول للمعلومات، بما يتيح للصحافة ممارسة دورها الرقابي بفعالية.
وطالب بضرورة إنشاء وحدات متخصصة في الإعلام الزراعي ينبغي على الجامعات السودانية والمعاهد الإعلامية تخصيص مسارات تعليمية للإعلام الزراعي، وربطها بمراكز البحوث الزراعية.
وطالب سعد بإقامة شراكات بين الإعلام والمزارعين عبر تأسيس منصات تشاركية، مثل إذاعات المزارع المجتمعية أو البرامج التفاعلية، يمكن إشراك المزارعين أنفسهم في تقديم المحتوى ونقل تجاربهم ومشاكلهم مباشرة بجانب انشاء شبكة إعلامية وطنية متخصصة في الشأن الزراعي .
ونادى باهمية تمكين الإعلام المحلي تقنياً من خلال تزويد الإذاعات والصحف المحلية بأجهزة حديثة، وتمكينها من الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة، وتشبيكها مع منصات الإعلام الرقمي، لتوسيع جمهورها وتقوية حضورها في النقاشات الوطنية. وفي المقابل قدم الاستاذ عفيف اسماعيل ورقة بعنوان كيف تساهم الفنون في التعايش الثقافي والاجتماعي بعد نهاية الحرب