«مقاومة القضار» تشكيل حكومتين في البلاد قفز علي مطالب الشعب وإنزلاق نحو نموذج “ليبيا” و “اليمن”

الجاسر نيوز – متابعات
حذرت لجان مقاومة ولاية القضارف شرقي السودان، من تشكيل حكومتين في مدينتي بورتسودان ونيالا، وابدت رفضها الكامل للخطوة، التي وصفتها بالقفزا على مطالب الشعب السوداني، وتهديداً لوحدة ما تبقى من السودان، وانزلاقاً نحو نموذج “ليبيا” و “اليمن”، الذي يسعى بعض أطراف الحرب لفرضه كأمر واقع.
ومساء امس السبت إعلن تحالف السودان التاسيسي “تأسيس” عن تشكيل حكومة من مجلس رئاسي من (15) عضواً برئاسة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو وعبد العزيز الحلو نائباً وتسمية التعايشي رئيساً للوزراء.
وقالت مقاومة القضارف، في بيان الاحد 27 يوليو أن المخرج الوحيد من هذا النفق المظلم لا يكون بتثبيت سلطات الأمر الواقع، وإنما بتفكيكها جميعاً، وفتح الطريق أمام عملية سياسية وطنية شاملة لا تستثني أحداً سوى حزب المؤتمر الوطني وواجهاته.
وشددت علي ان الحل يكمن في معالجة جذور الأزمة السودانية ومسببات الحرب، والتأسيس لعقد اجتماعي جديد يرتكز على السلام العادل والمستدام، والعدالة الانتقالية الشاملة، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.
ودعت مقاومة القضارف، كافة قوى الثورة الحية، احزاب سياسية ولجان مقاومة، والنساء والشباب و النقابات في كل ربوع السودان، إلى توحيد الصف من أجل بناء جبهة مدنية عريضة تجهض مشاريع التقسيم، وتقود نضالها نحو السلام و الحرية والعدالة.
واكدت إن الشعب الذي أسقط الطغاة وواجه الرصاص بصدورٍ عارية، لن يُخدع بحكومات تُصنع في الظلام، ولن يعترف إلا بالشرعية التي تُولد من نبض الشوارع ودماء الشهداء.
وتؤكد مقاومة القضارف مُنذ الطلقة الأولى لحرب الخامس عشر من أبريل، أن هذه الحرب ليست سوى صراع على شرعية زائفة لا تمت للكرامة ولا الديمقراطية بصلة.
ولفتت مقاومة القضارف الي ان اليوم، تتكشف أمام أعين الشعب والعالم واحدة من أبشع تمظهرات هذا الصراع، بإعلان تشكيل ما يسمى بـ”حكومة تأسيس” في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع وحلفائها، كسلطة أمر واقع جديدة.
وصف البيان إن هذه الخطوة لا تعدو كونها تأكيداً إضافياً على كذب سردية “الطرفين” التي لطالما رُوّجت لتبرير القتل والنزوح والتجويع، وتكشف مجدداً أن الحرب لم تُشعل لأجل الشعب، وإنما لتقسيمه وفرض وقائع سياسية قسرية عليه.
وأوضحت مقاومة القضارف، أن إعلان هذه الحكومة يأتي على أنقاض مجازر وجرائم وانتهاكات جسيمة تُرتكب يومياً بحق المدنيين، في محاولة لتبييض جرائم الحرب عبر غطاء سياسي زائف.
ونوهت : الي انها ترى بوضوح أن هذا الإعلان يأتي استباقاً لاجتماعات “الرباعية” بقيادة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، والمزمع عقدها أواخر هذا الشهر، بهدف فرض مشهد مزدوج لسلطتي أمر واقع، والدفع باتجاه تسوية تقوم على تقاسم مناطق النفوذ بدلاً عن معالجة جوهر الأزمة الوطنية.
وجددت مقاومة القضارف، أن لا شرعية لسلطة الأمر الواقع في بورتسودان، ولا شرعية لأي سلطة أمر واقع تُفرض في أي بقعة من أرض السودان، بغض النظر عن أدواتها العسكرية أو غطائها السياسي.
مبينة إن الشرعية الوحيدة هي تلك التي يمنحها الشعب بإرادته الحرة، وتُبنى على أسس السلام والعدالة والديمقراطية و وحدة البلاد شعباً و ارضاً.
واشارت مقاومة القضارف إن ما يجري اليوم في بورتسودان ونيالا لا يعبّر عن حلول، بل يعكس الرغبة في الهروب من مواجهة جذور الأزمة السودانية الممتدة منذ الاستقلال: أزمة التهميش، وانعدام العدالة، وغياب مشروع وطني جامع.
واعربت لجان مقاومة القضارف عن اسفها لصمت وتواطؤ بعض الأطراف الدولية والإقليمية، التي تواصل التعامل مع أمراء الحرب كحقائق سياسية، مما يُطيل أمد النزاع ويدفع نحو تقسيم الوطن.