الشيخ ود تمبول يكتب .. السودان بين نارين : استمرار الحرب أم الجلوس إلى طاولة الحوار؟

الشيخ// ودتمبول
●منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل، يعيش السودان واحدة من أكثر مراحله قسوة وتعقيدًا، حيث أصبحت المعاناة اليومية للمواطنين العنوان الأبرز للمشهد. وبينما يستمر القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، تُطرح تساؤلات مشروعة حول جدوى هذا الصراع، ومن المسؤول عن استمراره، وكيف يمكن إنهاؤه بأقل الخسائر الممكنة.
لقد لجأ الإعلام الرسمي إلى تقديم القوات المسلحة باعتبارها الجهة الحامية للوطن، دون الاعتراف بمسؤوليتها في عدد من الانتهاكات السابقة، بما في ذلك مجزرة فض الاعتصام والانتهاكات التي طالت المدنيين في دارفور وغيرها من مناطق النزاع. وهو ذات الجيش الذي شكّل، في وقت سابق، قوات الدعم السريع ومهّد لنشأتها وتوسعها، مما يجعل من الصعب تبرئة أي طرف من تبعات هذا المشهد الدموي.
في المقابل، عبّرت قيادة الدعم السريع في عدة مناسبات عن استعدادها للانخراط في أي مبادرات سلام جادة، وكان أبرز تلك التصريحات ما أدلى به قائدها محمد حمدان دقلو، الذي أكد استعداده للاستجابة لأي نداء صادق للحوار، حتى في أكثر لحظات التقدم العسكري حرجًا. بينما تتهم أطراف متعددة قيادة الجيش بوضع عراقيل أمام المبادرات السلمية، وتوجيه الإعلام الرسمي نحو تبني خطاب رافض للحلول التفاوضية، إلا بعد القضاء الكامل على الطرف الآخر.
ومع تفاقم الأزمة الإنسانية وتدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية، بات من الواضح أن الخيار العسكري لن يؤدي إلى حسم سريع أو مستدام، بل سيطيل أمد الصراع ويزيد من كلفته البشرية والمجتمعية.
إن الدعوة إلى الحوار ليست ضعفًا، بل مسؤولية وطنية