كتب : الاديب شقيفة
في ظل التحولات الجذرية التي يشهدها السودان، والتحديات التي تعصف باقتصاده منذ سنوات، تبرز الحاجة الملحّة إلى إعادة النظر في النماذج الاقتصادية التي نسترشد بها في صياغة سياساتنا وخططنا الوطنية.
من الحكمة ألا نُقصي أي نموذج من النماذج الاقتصادية الأربعة التقليدية (الاشتراكي، الرأسمالي، المختلط، والإسلامي)، بل أن نستخلص من كلٍ منها ما يلائم واقعنا الاجتماعي والثقافي والاقتصادي. فليس من الواقعية أن ننسخ نموذجًا أجنبيًا بالكامل ونتوقع نتائج إيجابية، بل المطلوب هو تشكيل نموذج “سوداني الهوية”، مرن، عملي، ومتجذر في أولويات المواطن واحتياجات الدولة.
اقتصادنا لا يحتاج إلى شعارات نظرية، بل إلى:
- إنتاج حقيقي يعيد للزراعة والصناعة دورها الأساسي.
- حماية اجتماعية تضمن الحد الأدنى من الكرامة لكل مواطن.
- سياسات نقدية ومالية متوازنة تكبح التضخم وتدير الموارد بكفاءة.
- شراكات داخلية وخارجية قائمة على مصلحة البلاد لا الإملاءات.
المرحلة تتطلب اقتصادًا واقعيًا… يلامس الأرض، وينطلق من الإنسان، ويستثمر في قدراته، لا مجرد “توصيات مؤتمرات” أو نسخ تجارب لا تشبهنا.
إن اقتصادًا وطنيًا إنسانيًا هو ما سيفتح باب المستقبل… اقتصاد يؤمن بالعدالة لا الاحتكار، بالتمكين لا التهميش، وبالتنمية لا الفساد.
هذا هو التأسيس الحقيقي للاقتصاد السوداني الجديد.
