مقالات

د. اسامة العمري يكتب .. حول الأزمة الوطنية السودانية واستمرار الفساد ونهب الحقوق

•••


بقلم /د أسامة الفاتح العمري

ما يجري من عبث مستمر بمصير وطننا، في ظل تحالفات الفساد، والتخبط السياسي، والتآمر على الشعب الذي أنهكته الحروب والخيانات والنفاق السياسي.

إن السودان اليوم لا يعاني فقط من أزمة حكم، بل من أزمة أخلاق وطنية، تشكلت بفعل تراكم الفساد منذ تأسيس الدولة السودانية، حين تحولت السلطة إلى غنيمة ووسيلة للنهب لا مسؤولية لبناء وطن.

لقد تمّ نهب خيرات السودان على مدى عقود، وسُرقت أموال الشعب، وهُرّبت إلى الخارج دون محاسبة، بل وصُنِعت بها إمبراطوريات في عواصم العالم، بينما تُرك المواطن السوداني يواجه الحروب والمجاعات والتشريد، ثم يُطلب منه أن يشارك في مسرحيات السياسة العقيمة وكأن شيئًا لم يكن.

مافيا الأراضي : فساد منظّم وتمييز عنصري

لقد مثّلت مافيا الأراضي أحد أبرز أوجه الفساد في السودان، حيث تم نهب أراضي الدولة والمواطنين في المخططات السكنية الراقية في الخرطوم والمدن الكبرى، وتحويلها إلى مصدر ثراء فاحش لقلة من المتنفذين على حساب الشعب.

وفي ذات الوقت، تم الاعتداء الممنهج على المناطق الفقيرة والمهمشة مثل الصّفِيراء، القماير، وسوبا وغيرها، ليس فقط بالإهمال، بل عبر قرارات جائرة وهدم قسري وتدمير اجتماعي، كمظهر من مظاهر العنصرية والتمييز الطبقي الذي مارسته السلطات المتعاقبة، بشكل يخالف مبادئ العدالة والإنسانية.

أن هذا الملف لا يمكن تجاوزه أو التهاون معه، لأنه يجسد قمة الظلم المركب: فساد اقتصادي، وتمييز عنصري، وسلب لأحلام الفقراء في الاستقرار والكرامة. أن استعادة الحقوق وكرامة المناطق المنكوبة ستكون جزءًا أساسيًا من مسار العدالة الانتقالية التي من المفترض أن تتبنى كافة التنظيمات المدنية ذات الشأن…. خاصة الموجودة في العمق الشعبي..

⚖️ العدالة ليست انتقامًا، بل تصحيح لمسار أمة

لن يُكتب لمشروع نهضوي في السودان النجاح، ما لم يتم فتح ملفات الفساد، ومحاسبة من أفسدوا ونهبوا، وإحضارهم من أي دولة فرّوا إليها لمحاكمتهم محاكمة عادلة داخل السودان، وردّ حقوق الشعب،

لا تسوية فوق دماء الناس، ولا سلام يبنى على التنازلات من قبل من لايملكون الشرعية ولا مصالحة تُفرض على شعب مغلوب ومقهور بقوة السلاح .
رؤية  نحو السودان العادل :

نحن لا نكتفي بإدانة الواقع، بل نطرح رؤية واضحة وعملية، تحت مظلة “الولايات السودانية المتحدة”، تقوم على:
• إعادة بناء الدولة على أسس العدالة والشفافية والمساءلة.
• تفكيك مافيا الفساد واستعادة الأموال المنهوبة.
• إعادة الأراضي المغتصبة لأصحابها ومحاسبة المعتدين.
• إنهاء التمييز، ورد الاعتبار للمناطق المهمشة.
• نقل السلطة الحقيقية إلى الشعب من خلال حكومة الأحياء ونظام فدرالي شفاف.
• محاربة الفساد كنقطة البداية لأي إصلاح وطني حقيقي.

نداء إلى الداخل والخارج

نوجّه نداءنا إلى كل شرفاء السودان في الداخل والخارج: السكوت لم يعد خيارًا، والمشاركة في إعادة بناء السودان واجب وطني وأخلاقي….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى