جعفر محمدين يكتب .. الأمير فكي سنين حسين : سيف المهدي في الغرب وحامل الراية الزرقاء

الأمير فكي سنين حسين: سيف المهدي في الغرب وحامل الراية الزرقاء
جعفر محمدين عابدين
gafertamok@gmail.com
بتاريخ 1 اغسطس 2025م
نضالات الأمير سنين في ساحات المعارك المهدية
ينتمي الأمير فكي سنين حسين إلى قبيلة التاما المعروفة، والتي تمتد بين دولتي السودان وتشاد. وقد وُلد في قرية “جِلْمِي” (Jilme)، وكان يُعرف بـ”التاماوي” نسبة إلى قبيلته. نشأ في أسرة متدينة، وكان جده من كبار علماء الدين الإسلامي في دار تاما، مما أكسبه احترامًا واسعًا وسط مجتمعه. أحاط به المريدون، وكان محل تقدير في الطاعة والاتباع من قبيلته.
البيعة والانضمام للدعوة المهدية
عندما ظهر الإمام محمد أحمد المهدي، جمع سنين ثلة من رجال قبيلته وسار بهم نحو أم درمان لمبايعة المهدي. وصل موكبه بعد سقوط الخرطوم، وكان ذلك في ظهر يوم جمعة، حيث كان آلاف المصلين يستعدون للصلاة خلف المهدي. جلس سنين وأتباعه في الصفوف الخلفية، ولاحظ الإمام وجودهم فأرسل أحد أنصاره ليستقصي أمرهم. عاد الرسول بخبرهم، فرفع المهدي يده وقرأ الفاتحة، إشارة إلى تبجيله لهم.
ثم أُبلغوا برسالة من الإمام، مفادها أن الحماسة والغيرة على الدين والجهاد أعظم من كل الاعتبارات، وأمرهم بالخروج فورًا للحاق بالأمير التاماوي عبد الرحمن، الذي كان يخوض المعارك في جبال النوبة تحت قيادة الأمير حمدان أبو عنجة. امتثل سنين للأمر، وغادر المسجد وجنوده لتنفيذ المهمة، وكان ذلك التخصيص من المهدي لحظة فارقة في مسيرته، تركت فيه تأثيرًا عميقًا.
المعارك في جبال النوبة ووفاة المهدي
شارك الأمير سنين في القتال بجنوب كردفان ضمن قوات الأمير عبد الرحمن، وتحت إمرة حمدان أبو عنجة. وبينما كانوا في جبال النوبة، بلغهم نبأ وفاة المهدي في أم درمان، وتولي الخليفة عبد الله التعايشي زمام السلطة. استُدعي القادة إلى أم درمان لتجديد البيعة، فتوجهوا إلى العاصمة في العام 1887م وأدّوا البيعة، ثم عادوا إلى مواقعهم في الجبال.
قتال الأحباش ومعركة القلابات
لاحقًا، تلقى الأمير عبد الرحمن أوامر بالتوجه إلى جبهة القتال ضد الأحباش، بقيادة حمدان أبو عنجة. اصطحب معه الأمير سنين، وشاركوا في معركة القلابات التي انتهت بانتصار المهدية، رغم استشهاد الأمير أبو عنجة فيها. عاد سنين إلى أم درمان بصحبة عبد الرحمن، الذي استقر بعدها في منطقة تُعرف اليوم بـ”حلة تاما” في الموردة بأم درمان.
كرري وما بعدها
شارك الأمير سنين في معركة كرري سنة 1898م، المعركة الكبرى التي سقطت فيها الدولة المهدية، واستشهد فيها الأمير عبد الرحمن. بعد المعركة، كُلِّف سنين بمهمة جديدة، إذ أرسله الخليفة عبد الله التعايشي مع الأمير عبد القادر ود دليل، الذي عُيِّن حاكمًا على غرب دارفور تحت قيادة الأمير عثمان ود آدم، الملقب بـ”عثمان جانوا”.
إمارة كبكابية
كان مركز الأمير عبد القادر في كبكابية، وكان الأمير سنين يعمل مساعدًا له، متنقلاً بين كبكابية والفاشر. وبعد وفاة عثمان ود آدم في حملته على دار مساليت سنة 1890م، أمر الخليفة بجمع القادة في الفاشر، في انتظار وصول الأمير محمود، الذي قدم في عام 1891م. وبوصوله، قرر تعيين الأمير سنين أميرًا لمنطقة كبكابية، ليواصل دوره القيادي في غرب دارفور.
نواصل لاحقًا في ثرد جديد توثيق نضالات البطل الأمير سنين، رغم التغييب والتشويه المتعمد لكثير من الحقائق حول هذا القائد الذي سطر مجدًا من ذهب في تاريخ السودان.
مصدر من مجلة السودان في مزكرات ومدونات SNR الصادر في سنة 1924م
مقال صمويل عطية هو احد ضباط المخابرات العرب الذين عملو في الخرطوم ابان البريطاني شارلس ٱرمين ويليس بين عامي 1916م الي 1926م وعمل استاذ.في كلية غردون انذاك .