نادر التوم يكتب .. دفقة نور (العمدة) الفدائي!

ستار لينك نادر التوم
دفقة نور
(العمدة) الفدائي!
(إحرص على الموت، توهب لك الحياة)!
– سيدنا ابوبكر الصديق رضي الله عنه و أرضاه.
مدخل:
بقاء الناس، بعد أن إنطلقت الرصاصة الأولى للحرب، و إن كان نادرا، فهو مشاهد، رغم أن قلة قامت به.
انطلقت الصرخات، و انطلق الناس في الأرجاء، بحثا عن (مخارج)، و بقى هؤلاء
اذا ليس الأمر بالغريب، رغم أنه يحتاج جلدا ،و تحملا (من نوع خاص)، لا يستطيعه الكثيرون!
(1)
كثيرون مكثوا في بيوتهم، لكن قليلون كان لمكوثهم و بقائهم أثر و معنى!
الغالبية بقوا، مجبرين و انشغل كل بنفسه، يغالب الظروف و يصبر النفس و يعللها و يرنو من بعيد في انتظار قادم سعيد.
و القلة كان بقاؤهم (شامة في الجبين)، و بصمة رغم الوجع و الأنين، اختاروا الصمود و آثروا أن (يشوفوا آخرتها)، و يكونوا فعلا في احداثها، لا مفعولا به، يتابع الأحداث و يعلق عليها.
(2)
و أخي (تاج السر التوم )، كان من تلك الفئة، التي آثرت البقاء،حينما خرجنا ، و خرج من قبلنا و من بعدنا ، كانت ا(يقونته) تخرج من فيه، أكثر ثقة، و توكلا في كل مرة: (أنا ما مارق، و لو في موت، بموت في بيت أبوي)، و حتى حينما نتواصل معه عبر الأثير و (,الاستار لينك)،، كانت كلمته واحدة، حتى أننا لم نعد نحادثه في هذا الامر، و إن كنا نحارسه بالدعوات!
(3)
لم يتزحزح، و لم يتحرك قيد انملة، و لم يكن مثل الذين (يتاوقون)، و يتلصصون، تجده في المنازل (الفاضية)، أمام الجثث الممددة، مستقبلا و مودعا، مقداما لدرجة التهور
كل بحار الخطورة خاضها بعزم و ثبات : الذين ذهبوا للأماكن الآمنة، كان هو حلقة وصلهم، الذي يحتاج لأوراق ثبوتية، يرسلها له، مستقبل كثيرين كان يتوقف على مغامراته، بينما تتوقف حياته هو على تلك المغامرات، من تركوا بطاقاتهم العسكرية، و أسلحتهم، (لمها) هو، في تهور غريب، كانت نيته الخدمة، و المساعدة، لذلك حفظه الله، (فالله في عون العبد ما كان في عون اخيه).
(4)
و لكن هل هذا كل ما فعله؟؟؟
كلا! فأنا أمهد فقط، و أعطى نماذج ،على ما قام به ليس إلا..
بيوت الأسرة – وحدها – ثلاثة بيوت، كل بيت به اثاثه و مقتنياته، هي (لوحدها) ،ثقيلة و صعبة، لشخص واحد و وحيد، لكنه كان يعمل بنظرية (الداب نفسو مقصر)، تابع معها بيوت الجيران (القريبة و البعيدة)، ليكون إشرافه على (اكثر من عشرة بيوت)، (أسرة، أهل، جيران … إلخ)، و ذهب ابعد من هذا ، في أنه حرس بيوت أشخاص لا يعرفهم ،تواصلوا معه فقط بالهاتف.
منطلقين من نظرية تلتو و لا كتلتو بينما هو ينطلق من مبدأ أنهم لجأوا إليه و لن يخيب ظنهم، و ماذا كانت النتيجة؟؟
كل مقتنيات تلك البيوت، من سيارات، و أجهزة كهربائية ، و ادوات، و اوراق و مستندات، و بضائع، و محاصيل، كلها تم تسليمها لاهلها كاملة
(5)
و لما تم تحرير الخرطوم، و الكدرو و الدروشاب تحديدا، الذي كان هو شاهد عيان على كل معاركه و خسائره، و ظلامه، و ظلمه، و عطشه، لم يقف أو يستسلم، قام (بتسكين)، أسر في تلك البيوت، و قام بعقد جلسة أمام المنزل، لتكون رسالة، لمن تسول له نفسه أن (يشفشف)، أن (البلد محروسة و بي ناسها)!
المدهش، أنه لم يكن يتقاضى (مليما) حيال كل ذلك، مع أن هذا حقه و مستحقه، بحسابات و قيمة الاشياء التي حافظ عليها، و كنت الومه على تعريض حياته (للموت)، (بدون مقابل)، بينما أهل تلك المنتلكات، يرفلون مع أهليهم، و ذويهم، (في امن و أمان) داخل و خارج السودان.
(6)
إن سمع أصواتا خرج من البيت، و كثيرا ما استعاد دراجات نارية، و مستلزمات حاول (الشفشافة) سرقتها، (تاج السر ) وجد (كراسي الجمعية مبعثرة فلمها و أستأجر (كارو) و حفظها في البيت، بيوت الأسرة صارت مخازن لامانات الناس، يراعيها في كل الفصول و الظروف، معرضا نفسه لكل انواع الخطر، هذه الكراسي صارت بعد انقشاع الأزمة، ملاذ أهل المناسبات، يعطيهم إياها بشرط إرجاعها كاملة، دون دفع جنيه.
لا استطيع أن اسرد كل ما فعله تاج السر، في هذا المقال، لكن فقط أشير إلى أن الغادي و الرائح، القادم و الذاهب، كانت محطته و منزلته، تاج السر و بيت السر
ما لا يقل عن (200 مليار)، حافظ عليها – بلا مقابل – ، ما من قادم ، أو ماكث، مرض. الا تجده معه في المراكز و المستشفيات، التي يصعب الوصول اليها، في وقت كان فيه حتى الموجودين، يتدارون و يتضارون، و بالكاد يخرجون لكي (على غذائهم يحصلون).
(7)
نحن كأسرة ، و إخوة و أهل، فخورون أيما فخر، بما قام به اخونا تاج السر التوم، الذي أسمى نفسه (العمدة)، و إن كنت أراه أعلى مقاما، لأن العمدة تحركه حظوظ النفس، و نزعات الدنيا، بينما هو حركه الوازع و الواجب و (الفزع)، و إن كنت اعاتبه كثيرا على التضحية بنفسه، لأن الغالبية سينسون ما قام به (عن تجربة مماثلة لي في الجزيرة، رغم أنني لم اجازف عشر المجازفة التي جازفها هو)!
هل ادركتم الآن الاختلاف؟؟ فقد تبقى لأجل نفسك، لكنه بقى لأجل الناس، استطيع أن أؤكد – و بكل ثقة – أن ما قام به تاج السر من أدوار ،طيلة ايام الحرب (إلى يومنا هذا)، لم تقم به الحكومات و لا المنظمات.، و لا ذوي القربى (القراب)
امثال تاج السر، يستحقون التكريم ، من أعلى المستويات في الدولة، لما قام به مو تضحية وفدائية و نكران ذات
الجميل و المحير في الأمر أن تاج السر، لم يصب ولا بخدش طيلة فترة الحرب، و لم يتعرض – و لله الحمد – لأي أذى، بسبب (نيته) ، في خدمة الناس، و المحافظة على ممتلكاتهم، و امدادهم بكل ما يحتاجونه من و في اعيانهم المدنية
في ظل كل تلك الظروف، لم يسمح لا للشفشافة، و لا لنفسه، أن تمتد اياديهم للممتلكات الناس، (حتى المعجون و الصابون وجدته في مكانه بعد عامين)، في وقت كان اسهل شي فيه، أن تسرق، و اذا قال إن الدعامة، أو الشفشافة أخذوا تلك الأشياء، لم يكن أحدا ليلومه!
– الفارس النتر بي جاي دا أخوي شقيقي برأي!
– الما كل مل ما قال إنحمل!
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد و آله!
و الدنيا لسه بخير