أيوب ماجنق يكتب .. شباب السودان والمستقبل المجهول .. !!!!

بقلم : ايوب ( مجنق )
تدخل الحرب السودانية بين الدعم السريع، والجيش عامها الثالث، تتبدل أولويات وتصورات الأجيال الشابة، فالمستقبل الذي كان يرسم تقليديا عبر مراحل التعليم ثم سوق العمل، بات اليوم مجرد فكرة ضبابية محاطة بالقلق وانعدام اليقين .
شخصي ايوب محمد عبد الرحمن، طالب سابق فى كلية الإقتصاد بجامعة زالنجى” نازح حاليا فى معسكر الحميدية ” كنت على وشك التخرج، إذ تبقى لى فصلين فحسب، لكن للأسف اندلعت الحرب، واغلقت الجامعة أبوابها، والتهمت النيران أوراقي وشهاداتي، لم يكن لى خيار فى ظل صعوبة الأوضاع المعيشية غير الإتجاه إلى السوق بحثا عن عمل، وحاليا لم تعد لدى اى خطة ولا افكر فى المستقبل، هدفي ان اعيش اليوم بيومه” .
كحال آلاف الطلاب الذين انقطعت مسيرتهم الاكاديمية، لا بسبب ضعف التحصيل أو غياب الفرص، بل بفعل ظروف الحرب التى انهكت المنظومة التعليمية واجبرت مؤسسات بأكملها الإغلاق أو النزوح.
فى ظل هذه الظروف المعقدة، يلحظ تحول فى أولويات التفكير لدى الشباب، فبينما كانت الطموحات تدور حول المنافسة على الوظائف المرموقة، أصبحت الأسئلة اليوم أكثر واقعية وقسوة يتمثل معظمها فى : هل من سببل لإكمال التعليم ؟ هل العمل مؤقت ام دائم ؟ هل ما زال هناك ما يبني عليه مستقبل ؟
على الرغم من هذا الواقع القاسي، لا تغيب محاولات الصمود الفردى فبعض الشباب اختار العودة للتعليم من بعد عبر الإنترنت، واخرون يحاولون استثمار وقتهم فى تعلم مهارات جديدة كالبرمجة أو اللغات، الا ان هذه المبادرات وأن كانت ملهمة، تظل استثناءات فى ظل غياب بنية رسمية داعمة أو خطة وطنية لإحتواء جيل مهدد بفقدان مستقبله كليا .