مقالات

الاتجاهات الستة نادر التوم .. نظرة بعمق

الاتجاهات الستة نادر التوم

نظرة بعمق

ما بأنفسنا 2-2!

(1)
امتثالا لأمر الزملاء، خضعت مرة ثانية لعملية تقديم للكنترول، أقنعوني هذه المرة بأن معظم المعلمين و (المعلمين الكبار) خارج الوطن، و هم لن يفكروا في العودة الطوعية، لأجل الكنترول فمهما كانت مستحقاته و عوائده فهو لا يغطي، و بالمثل كثير من المعلمين الموجودين بمناطق النزاع، و بالمناطق الآمنة، و كثير منهم (حسب كلام الزملاء) فتح الله عليهم بأعمال افضل من (أعمال التصحيح و الكونترول)، أقل مجهودا و اكثر عائدا!


(2)
و الأهم من ذلك كله أننى موجود و متواجد في نهر النيل، بالقرب من عطبرة حيث(الشغل)
قلت لنفسي لأجرب، وصفوا لي المكان مدرسة عطبرة القديمة، حسنا هذا (فال خير) فهي المدرسة التي قضيت فيها التريننق (التربية العملية) قبل أكثر من عشرين عاما ، و لي معها و فيها محبة و ذكريات!


(3)
أعطاني المسؤول فورمة لكي املاها و طلب مني صورا فوتوغرافية فقلت :
ـ (ضروري)؟
فأجاب:
ـ طبعا
المهم…
اضطررت للذهاب ل(منير الرماح) و هو استديو تربطني به ألفة منذ عقود، و اخذت صور (بأربعة الف جنيه)، كنت في امس الحاجه لها في أشياء اهم، لكن أقنعت نفسي بأنها سوف تتعوض من الكونترول.
بما أن الحياة و التنمية البشرية علمتني ان أنجز أكثر من عمل معا، فقد استغللت الأمر لاستخراج الشهادة السودانية، و كانت في نفس المقر، و كانت لدي (عرقلة) في شهادة التفاصيل في الجامعة تتوقف على هذه الشهادة!


(4)
بحمد الله استخرجت الشهادة السودانية و سلمتها لناس الكلية، الذين قالوا إن اسمي ليس في كشوفات الدفعة (تخيل معلم قديم أتى ليقدم الكنترول و اسمه ما مع دفعتو!!)
لكن على الجانب الآخر لم انجح في قصة الكونترول فاضطررت للمبيت!


(5)
في اليوم التالي و بعد (المساسقة) بين المرحلة المتوسطة قرب الميناء البري (الحدود الشرقية لعطيرة) و بين القديمة (الحدود الغربية)، فوجئت بأن الاستمارة للقديمين، و يفترض اعبي استمارة تقديم (اول مرة)، و انا على ان اتحمل هذه الأخطاء بصدر رحب و زهج شديد، و هي في حياتي (ما تديك الدرب)، مثل ناس (جامعة الزعيم الازهري) الذين قدمت لهم الدكتوراة فاعطوني استمارة (بالكورسات)، و انا مقدم بالبحث، و انتظرهم من زمن الكورونا إلى الآن لاستخراج رقم جامعي و لقدوم ملفي من ام درمان لبحري اعترفوا بأنه خطأ منسق و اعتذروا، و دفعتي أصبحوا دكاترة (دا تنسيق شنو دا؟)


(6)
عدلت الاستمارة ، و تم التقديم و انتظرت أن يتم قبولي، لكن ذلك لم يتم، و المضحك أنني أخبرت بعض الأصدقاء فتم قبولهم، و المضحك أكثر انتي قدمت مع زميل (خبير ) و علاقاته قوية مع الرؤوس الكبيرة، لكن حدث ما حدث في التزكية الاولى!


(7)
عدنا الخرطوم و انتسبت لمدرسة غير مدرستي (من باب عدم القعاد ساي)، فجاءت الامتحانات، و لم احظ بفرصة مراقبة، و قلت (مافي قسمة)، و كثير من الزملاء (بعدالامتحانات) كانوا يقولون لي: (مالك ما كلمتنا)؟
(و الآن يتهافت الناس نحو التصحيح، و قد (قنعت) من هذا الأمر، و يتكالبون على الكونترول و قد رفعت يدي، و حسمت أمري و قلت للزملاء الذين يحاولون معي الآن : (لو الكنترول في بيتنا ما ماشي)!


(8)
نحن كمعلمين منتسبين لهذه المهنة العظيمة (المهانة)، كثيرا ما نتحدث عن التغيير، و نتطلع لواقع و مستقبل افضل، و نجأر بالشكوى عن ظلمنا و مكتسباتنا، و قلة مرتباتنا، لكننا مع الأسف نظلم بعضنا، و لم نغير ما بأنفسنا!
اتجاه واحد: مافي قسمة بس!
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا أحد!
و الله اعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى