من الساخر نادر التوم .. سخرية الواقع و واقعية السخرية

من الساخر نادر التوم
سخرية الواقع و واقعية السخرية
لا هذه و لا تلك!
(1)
في الجامعة.. كانت هناك دكتورة تدرسنا إحدى المواد، الدكتورة هذه ما شاء الله شاطرة، لكن (لي روحها)،كانت محاضرتها عبارة عن إملاء، حصة املاء بس، الفرق أن الاملاء تستمر ثلاثة ساعات (زمن المحضرة)، و تملأ ثماني فلسكابات، أو كراس 24 صفحة (في المحضرة الواحدة)!
(2)
ذات محاضرة استفزت تلك الدكتورة أبناء و بنات دفعتي قائلة :
ـ (إنتو لو ما ثورة التعليم العالي ما كان قريتو جامعة)!!!
قلت لهم لو كنت موجودا لرددت لها:
ـ (و لما صرتي انتي أيضا محاضرة)، (لو كنت موجودا) ، لأنني و منذ أول محاضرة غنيت لنفسي (إملاء تاااني) ، قصرت (أدك) محاضراتها، و اكتب بدون املاء، و تعب قلب، و اذا فاتتني محاضرتان بدون كتابة (أنسى الموضوع)!
(3)
في نفس الوقت كان هنالك استاذ (جايي من الثانوي)، لكن كنا نفهم منه، تعامل معنا كتلاميذ مرحلة ثانوية، بينما الدكتورة (المستكترة علينا قراية الجامعة)، كانت تعاملنا كتلاميذ أساس، صحيح أن الدكتورة أتت بها شهاداتها و خبراتها، فهي دارسة في الجامعات الاسكندنافية، و ملت، اقصد درست في كثير من الجامعات، و صحيح أن استاذ الثانوي (لا دكتور و لا حاجة)، و اتي به توجهه السياسي، (هم يعني يسووا الجامعات و يجوا ناس الدكتورة يملوا، و ينتقدو كمان؟)
لكن رغم ذلك كنا نفهم منه أكثر من الدكتورة!
(4)
الرجل/ النرأة .. الجاهل/ة، نموذج موجود في كثير من المؤسسات و المرافق، و انت تقرأ هذا المقال (اراهنك) ستخطر على بالك صورة أحدهم و مواقفه..
الرجل الجاهل الذي يصبح (فجأة) الكل في الكل، هو لم يقرأ، لا يعرف الرقي و التعامل و لا الاتيكيت، فجأة يكون في قمة تلك المؤسسات، موهبته الوحيدة (حنك) و فصاحة، و حلقوم كبير مكنه من (التحدث أمام الجمهور)، و التقرب للمسؤولين (بشتى الطرق و الأساليب)، ثم الانقضاض على كراسيهم، و الانتفاض على زملائه السابقين (أصحابه)، و التضييق عليهم، و ممارسة السادية بشتى انواعها، لكونه مدعوما (من فوق)!
(5)
ـ اصحاب الشهادات العليا في المؤسسات، و الذين يعتمدون على تلك الشهادات (بدون تجربة حياتية)، و (شفتنة)، و معرفة بواقع البيئة، و المكان و الموجودين فيه، و أساليبهم و طرق تفكيرهم يعد نموذجا ضعيفا
ـ و نموذج القام من نومو لقي روحو (حاجة)، و الذي بجهله رغم (شفتنته)، يضر تلك المؤسسات، و يضر البلد كلها، و الغريب أن كثيرين من عينة النموذج الاول (بتاع الشهادات و الأكاديميات) يكونون تحت إمرته..
هذا أيضا نموذج مفروض و مرفوض.
(6)
ـ (كنا بنتمنى)، و نتوقع و نأمل من رئيس حكومة الأمل، اختيار و زرائه و أركان حرب حكومته بعيدا عن ذينك النموذجين
اذا ما النموذج المناسب؟؟
ـ هو نموذج خليط، زول بي شهادات و شفت (ملحلح)، يعني الدكتورة تكون مع الشهادات بتفهمنا، و الاستاذ التاني بتاع الثانوي ، البقى في الجامعة فجأة، يكون عندو شهادات، بجانب انو بفهمنا و انو (مؤتمر وطني)!
تخريمة: حتى الذين يأتون بالإنتخابات عبر الصندوق يجب أن يقدموا من تتوفر فيه الميزتان: علم و شفتنة، و بالطبع خبرة في المجال الذي قدم له!
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا أحد!
ودعناكم الله