بارود صندل رجب المحامي يكتب : المصباح أبو زيد ،، وأزمة المليشيات ؟

بارود صندل رجب المحامي يكتب:
المصباح أبو زيد ،، وأزمة المليشيات ؟
هذا الشاب ومنذ ظهوره بعد الحرب العبثية ، أقام الدنيا وشغل الناس ، فهو قائد لواء البراء بن مالك ، هذا اللواء الذي ظهر بعد الحرب ، ويعلم الداني والقاصي من أبوه واخوه وحموه وفوه وذو مال ،، ومع ذلك ، انخرط منتسبوه في القتال مع القوات المسلحة ، كغيرهم من اهل السودان ، ومما لا شك فيه انهم ابلوا بلاءا حسنا ، الا ان الملاحظ ، أن هذه المجموعة تحذي باهتمام متزايد من مؤسسات الدولة ، وتتميز عن بقية المستنفرين ، ومن ناحية اخري يبدو أنها تتمتع بأستقلالية في عملها ، فبدلا من العمل تحت قيادة الجيش وأمرتها ، يبدو في احيان كثيرة انها فوق الجيش وتملك من المعدات العسكرية المعقدة ما لا يملكها الجيش نفسه ، وبالتالي نرأها في المقدمة في المعارك ، خاصة في المواقع المهمة ،،،،
قائد هذا اللواء الشاب مصباح ، اصبح مثيرا للجدل حيثما حل ، سبق ان اعتقل في السعودية ، واطلق سراحه ، وقبل ايام جري لغط كثير حول توقيفه في القاهرة بواسطة السلطات المصرية ، وقد ذهب الناس مذاهب شتي حول اسباب الاعتقال وتعددت الروايات ، والذي يحير اولي الالباب ، هو الاهتمام الذي لا يتناسب مع حجم الحدث ، اعتقال عادي وفق تقديرات الدولة ، وأن السلطات السودانية بحكم مسئوليتها وواجباتها تجاه أي مواطن سوداني ، تتابع الأمر عبر سفارتها مع السلطات المصرية ، وهنالك مئات من حالات مماثلة لسودانيين في القاهرة لا بواكي لهم،،،
ولكن الأمر بالنسبة لهذا الشاب مختلف جدا ، رئيس الدولة وقائد الجيش وياسر العطأ، وميرغني ادريس ، اولوا اهتماما بالغا ، لم تنقطع اتصالاتهم ومتابعاتهم الشخصية ،، وأن دل علي شئ فانما يدل علي مكانة هذا الشاب المبجل ، حتي هو نفسه شعر باهميته وقيمته ، ففي بيان منسوب له ،يخاطب الشعب (بشعبي الباسل الصامد اقف مرفوع الرأس، احي صبركم وثباتكم وأشكر وقفتكم الشامخة في وجه الحملات الكيدية)، ومضي يشرح ملابسات اعتقاله ، بأنها مسألة طبيعية ، أثر بلاغات كيدية ، سعت للأساءة لشخصه وتشويه صورة القوات المسلحة وقوات الاسناد وفيلق البراء ، وأن للتحقيق معه أثبت براءته ، وأن السلطات المصرية توصلت الي ان قوات البراء منضبطة ووطنية لا تعرف التطرف ولا تتورط في ما يسئ لقضية السودان العادلة ،،
وبهذا يكون قد انتهي الامر ،،،، ولكن القصة بقية ،،
يلاحظ في هذا البيان ، حجم تضخيم الذات الذي يتلبس هذا الفتي فهو يخاطبنا نحن الشعب المنكوب ، بشعبي الباسل الصامد !! هكذا ، فهو مثل البرهان وكامل ادريس ،، وهلمو جرا،،
ويمضي الي بيان ان الاساءة اليه يعد تشويه صورة قواتنا المسلحة وقوات الاسناد وفيلق البراء ،،،
اما الحديث عن براءته ، فهو مثير للقلق ، وأن اشارته الي ان السلطات المصرية توصلت الي ان قوات البراء قوات منضبطة لا تعرف التطرف ولا تتورط في ما يسئ لقضية البلاد ،، هذا الحديث يكشف عن طبيعة التهمة ومدار التحقيق ،،، ولو ربطنا هذا الحديث بالتهديدات التي صدرت من عناصر تتبع للواء البراء فأننا نقف علي مفترق طرق ، توردنا مهالك فوق ما بنا ،،،
لم نعد نملك القدرة علي لجم هذه العناصر التي ضررها اكبر من نفعها ، مهما قدمت من تضحيات في ميادين القتال ، و واضح ان القوات المسلحة لم تعد تملك السيطرة علي القوات المساندة لها ، أو انها لم تتخذ الحيطة والحذر اللازمين لكبح جماح هذه العناصر ، والتي بطبيعة الحال سوف تتحول الي مليشيات تقض مضاجع البلاد ، بل تحرض عليها القوي الدولية المتربصة بالبلاد ،،،
انظر الي تسميات التي تطلق علي البراء ، لواء ، كتيبة ، فيلق ، قوات ،، وبعيدا عن دلالات التسمية ، فان انتماءها لجماعة سياسية معروفة تثير المخاوف داخليا وخارجيا ،،،،
كثرت المليشيات التي تصنعها القوات المسلحة ، وهي متفلته بطبعها لا تضبطها قانون ولا لوائح ، تعمل بغير هدي ،، درع السودان -كيكل ،، لواء البراء ، درع الشمال -جكوني ،، وما خفي اعظم ، لا نتعظ ولا نعتبر ،، لدغنا عشرات المرات من ذات الجحر ، اخرها لدغة قوات الدعم السريع ،، والقادم أسوأ ، اللهم أنا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه ،،،
هذا الاعتقال كشف لنا من بين أشياء كثيرة ، أن للقبائل شان واي شان في إدارة البلاد، وأن الحرب العبثية أحيت العصبية القلبية بصورة تهدد النسيج الوطني ، قبيلة الكواهلة والتي ينحدر منها المصباح ، أصدر مجلسها الأعلي !! بيانا شديد اللهجة بخصوص اختطاف واحتجاز ابنها وفي لهجة تهديدية تطالب القائد العام والخارجية والدفاع والمخابرات بتعجيل اطلاق سراحه وان أي تاخير في ذلك يعد محاولة لأقصاء ابناء القبيلة من المناصب القيادية ،، في أي سياق يفهم هذا القول ؟
الم ندرك بعد ، أن استمرار هذه الحرب العبثية مدعاة لتفكيك البلاد ، وجعلها أثرا بعد عين ؟