مقالات

الاديب شقيفة يكتب .. العمل الانساني في زمن العنف

حين تعلو أصوات البنادق وتختلط رائحة البارود بأنين المدنيين، يظن كثيرون أن لا مكان لفعلٍ إنساني وسط العنف، ولا جدوى من المبادرات حين تُغلق الطرق وتتساقط البيوت.

لكنّ الحقيقة الأعمق هي أن مساحات الفعل الإنساني لا تُمحى، بل تزداد حاجةً وأهميةً، وإن ضاقت جغرافيا فإنها تتسع ضميرًا.

في زمن العنف، يصبح تقديم كوب ماء، فتح باب مأوى، أو حماية طفل من رصاصة، فعلًا بطوليًا.

تصبح الكلمة الطيبة مقاومة، والحياد في وجه الظلم خذلان. يظهر الأبطال الصامتون : المعلم الذي يستمر في التعليم وسط أصوات الرصاص، الطبيب الذي يضمد جراح خصومه قبل أصدقائه، والناشط الذي يوصل الدواء عبر الأنقاض.

إن الفعل الإنساني في مثل هذه الأوقات لا يبحث عن ضوء الكاميرات، بل ينمو في الظلال. ليس الفعل الكبير وحده هو ما يُحدث الفرق، بل تلك الأفعال الصغيرة التي تُبقي الإنسان إنسانًا.

الحرب تُقسّم الناس، لكنها أيضًا تكشف معدنهم. فبعضهم ينحاز إلى القتل، وآخرون ينحازون للحياة، وكل من يختار أن يكون صوتًا للرحمة وسط صخب الانتقام، هو امتداد لقيمةٍ أعلى من السياسة والسلاح.مساحات الفعل في زمن العنف تبدأ بالقلب، وتنتهي بأثرٍ لا تمحوه الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى