بقلم /دكتور أسامة الفاتح العمري /رئيس منظمة ابونا ادم رؤية جديدة للسلام العادل (2)
التغيير السلوكي… خطوة أولى لإنقاذ السودانفي ظل ما يعيشه السودان من أزمات متشابكة، أصبحت الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية مرآة تعكس حجم التدهور الذي وصل إليه السلوك الإنساني في إدارة شؤون البلاد.
فالتجاذبات الحادة، والاتهامات الزائفة، وسوء الظن، والإساءات، والكذب، والتضليل، والابتزاز، جميعها ليست مجرد مظاهر مؤقتة، بل تحولت إلى أنماط سلوك تعيق أي فرصة للإصلاح أو المصالحة.إن ضعف الثقة بالنفس لدى الأفراد والمؤسسات، وغياب القدرة على إدارة الخلافات بروح مسؤولة، هو نتيجة مباشرة لتراكم هذه السلوكيات الخاطئة.
ومع استمرار هذا النهج، تتفاقم معاناة الشعب السوداني، حيث يعيش الملايين تحت وطأة النزوح، الفقر، انعدام الخدمات، وانهيار البنية التحتية، بينما يقف الأطفال والنساء وكبار السن في الصفوف الأمامية لتحمل الأعباء اليومية القاسية.
لا يمكن الحديث عن مستقبل أفضل دون معالجة جذرية لهذه الأزمة السلوكية. فالتغيير الحقيقي يبدأ من الإنسان، من طريقة تفكيره وتعامله مع الآخر، ومن تحوله من عقلية الإقصاء والعداء إلى عقلية التعاون والبناء.
وهنا تبرز أهمية استعادة قيم الصدق، النزاهة، المسؤولية، والاحترام المتبادل، كأساس لأي مشروع وطني جاد.إن منظمة أبونا آدم تؤكد أن وقف معاناة الناس ليس خياراً مؤجلاً، بل واجب عاجل يتطلب التزاماً فردياً وجماعياً. رؤيتنا تقوم على أن الإصلاح يبدأ بإيقاف النزاعات العبثية، ونبذ ثقافة الكراهية، وفتح المجال أمام طاقات الشباب والنساء والمبدعين ليشاركوا في إعادة بناء الوطن.
إن السودان لن ينهض بالوعود الفارغة أو بالصراعات المستمرة، بل بإرادة صادقة تغيّر السلوكيات الخاطئة، وتزرع الثقة بالنفس، وتعيد للإنسان السوداني كرامته وقدرته على الحلم والعمل
