مقالات

ستار لينك نادر التوم دفقة نور إمتحان موية!

ستار لينك نادر التوم

دفقة نور

إمتحان موية!

(1)
إستقبلتنا الخرطوم في أبريل الماضي، بظلام دامس، و جفاف شديد، كالذي كنا ندرسه في الجغرافيا، لا كهرباء و لا ماء لأسبوعين كاملين، و ياله من إستقبال يجعلك تندم على العودة التطوعية، و تفكر في العودة العكسية!
(2)
في مثل هذه الظروف يكثر تجار الأزمات،شحن التلفون بالف جنيه، (ملعقة الثلج) بألف جنيه أما الماء فهو على حسب مزاج بائعه، و الناس رغم العنت و الضيق و الغلاء، كانوا يشترون الماء (مافي مفر و مافي طريقة)
وصل برميل الماء إلى 30 ألفا في بعض المناطق، و الجركانة 3 الف، و الاماكن التي يتوفر فيها تجد صفوفها أطول من صفوف الغاز و الجاز!
(3)
تخيل في وسط هذه المعاناة، و من بين هذا الركام، يخرج رجل و أبناؤه، و شاب و اخوانه( ليسدوا الفرقة)، و يقدموا اروع نموذج!
بلال و أولاده، يقود (دفاره) يذهب إلى موارد المياه، التي قد تكون بعيدة، يدفع رسوما (من جيبه)، فرضتها تلك الموارد، لما رأوا إقبال الناس، و ربما لتشغيل تلك المحطات، المهم أن بلالا
ـ جزاه الله خيرا ـ يدفع، و يملأ، و يأت ليشرف هو و أولاده على توزيع المياه، يبدأ بالمدارس و التكايا، ثم المواطنين،كل ذلك يحتسب أجره عند الله ، حتى كان دخول دفار بلال الحلة (السلمة شمال) بشارة خير و رواء!
و لا يمانع حتى أن جاءه طالبو الماء في بيته، نذر نفسه و وقته و ماله و أولاده للسقيا!
(4)
و قام اولاد المرحوم محمد فضيل، (أحمد و اخوانو) (مشكورين) بإكمال اللوحة، يشترون البنزين و يشغلون مولدهم، و يفتحون (الماسورة) (في الشارع)!
و يهدون ثواب ذلك لوالدهم الراحل، رحمه الله ،فنعم الغرس و نعم الحصاد.
(5)
انتهت الأزمة و خلص الإمتحان العسير، تحرك أبناء كل حي لإصلاح الصهاريج، و عادت المياه لمجاريها ،و مواسيرها أيضا بمساهمة الخيرين، جزاهم الله خيرا، لكن ابدا لم و لن ينس الناس و قفة بلال و أولاده و دفاره، و اولاد محمد فضيل وجنريتهم و بنزينهم (على حسابهم) ، و ماسورتهم و إن
كان وقتا عصيبا و امتحانا صعبا، لكنه مضى و أجتيز، بوقفة هؤلاء الذين لعبوها صاح و فهموها صاح، أما الذين استغلوا عطش الناس فلم يغنوا و لم يدركوا كنهها!
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عظيم الخلق و الأخلاق صلاة تيسر لنا بها الأرزاق يا كريم يا رزاق.
و الدنيا لسه بخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى