في هذا اليوم، لا نكتب فقط عن الإنسانية، بل نكتب للإنسانية، لأولئك الذين لا يعرفون التراجع أمام الخطر، الذين يحملون قلوبهم وأرواحهم حقائب سفر إلى حيث الألم، ليخففوا من قسوته، ويرمموا ما انكسر من حياة الناس.
في 19 أغسطس، العالم يتوقف لحظة، ليقف احتراماً وتقديراً لنساء ورجال العمل الإنساني – من فرق إغاثة، ومتطوعين، وناشطين، وعاملين في الصحة، وفي كل جبهة من جبهات العطاء. نراهم في خيام النازحين، بين حطام المدن، على ضفاف الجفاف، وفي عمق الأوبئة. لا يملكون أدوات الحرب، لكنهم يصنعون السلام… لا يحملون سلطة، لكنهم يمنحون الحياة.
“أنتم الأمل… أنتم الإلهام… أنتم عوافي.”
بهذه الكلمات، نُكرّم من ما زالوا يضيئون الدروب، ومن قضوا نحبهم في سبيل رسالة سامية، لا تعرف العرق أو الدين أو الانتماء، بل تنتمي فقط إلى الإنسان.
وفي السودان، حيث الأزمات تتوالى، يظل العمل الإنساني رئةً نتنفس بها كرامتنا، وأملًا نتشبث به، ورسالةً تتطلب منا كل الدعم والحماية.
كل عام وضمائركم بخير،
وكل يوم وعملكم شهادة على أن الخير ما زال ممكناً.
