مقالات

الشيخ ود تمبول يكتب .. حرب السودان من منظور آخر

من يتابع الحرب ويحلل كل صغيرة وكبيرة بعين استراتيجية، قد يصل إلى النتيجة التالية:

استمرار الحرب يعني إضعاف نفوذ الجيش وتقليل هيمنته، وهذا يقودنا إلى ما يلي:
إضعاف الجيش يعني تفريغه من العناصر ذات الأيديولوجيا الإسلامية الجهادية، وبالتالي فإن إضعاف الجيش يصب في مصلحة الدول الإمبريالية

يبقى السؤال: كيف يتم إضعاف الجيش؟
الإجابة كالتالي:
إضعاف الجيش يتم بخلق صراع داخلي، وهذا ما حدث بالفعل في اندلاع حرب 15 أبريل، والتي انفجرت من داخل العاصمة. ولمن لا يعلم، فإن هذه الحرب لم تكن صدفة، بل تم التخطيط لها منذ زمن بعيد، وهي ما يمكن اعتباره “خاتمة الحروب المسلحة” في السودان.
لذلك، فإن النتيجة النهائية لهذه الحرب لا تخرج عن احتمالين:

  1. سلام حقيقي وتأسيس نظام حكم فدرالي علماني.
  2. او كمان ميلاد دولة جديدة (انفصال).

●أما من يظن أن قرار إيقاف الحرب بيد حميدتي أو البرهان أو مناوي، فهو واهم!

مصير الدعم السريع؟
قد لا يختلف كثيرًا عن مصير الجيش. النتيجة النهائية هي تقليص نفوذهم جميعًا. لأن بقاءهم على ما هم عليه من قوة وهيمنة يشكل تهديدًا لمصالح القوى الإمبريالية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.

أما القوات المشتركة، فأمرها يشبه أمر “الجاهزية”؛ وهي في نظر الدول الإمبريالية بمثابة الابن البكر. قد لا يُصدق البعض، لكن نفس الجهات التي دعمت حركات التمرد سابقًا ومدّتها بالسلاح، تلعب اليوم نفس الدور مع قوات الدعم السريع.

الفرق هو التالي:
فشلت الحركات المسلحة في تحقيق أهدافها لأنها لم تستطع استيعاب جميع أطياف الشعب السوداني، وانحصر دورها في حرب استنزاف طويلة ضد الجيش.


أما دخولها في الحرب إلى جانب الجيش، فلم يكن خيارًا شخصيًا اتخذه مناوي مقابل المال كما يظن البعض، بل كان بتوجيه من “أصحاب المصلحة العليا”.

هدف هؤلاء واضح: إضعاف الجيش والدعم السريع معًا، مع الحفاظ على “ابنهم البكر” – الحركات المسلحة – لأنها لا تشكل خطرًا على النظام العالمي بسبب بنيتها القبلية، لذلك بعد انحيازهم للجيش، قامت باستقطاب مقاتليها على أسس قبلية، مما أدى إلى فقدان القبيلة لعدد كبير من خيرة شبابها، وهو أيضًا في مصلحة النخبة العالمية.

أما مصير الإسلاميين
فهو القضاء التام، خاصة المتشددين منهم وأصحاب الفكر الجهادي المتطرف. أما الإسلاميون ذوو “العقلية الشيطانية”، أو “عيال الـ C.I.A” كما يُطلق عليهم، فهم في مرحلة لاحقة سيعترفون بأخطائهم، ويرحبون بالحكومة الجديدة، ولكن دون أن يُسمح لهم بالمشاركة في السلطة.

نقطة مهمة جدًا:
أي قائد – سواء كان من الدعم السريع أو الجيش أو القوات المشتركة أو حتى من التيار الإسلامي – يشكل تهديدًا للمؤسسة التي ينتمي إليها، ويحاول الخروج عن المخطط المرسوم، فمصيره سيكون التصفية، والسلام على من اتّبع الهدى.

  #الشيخ التقي// يونس ود تمبول_

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى