منظمة ضحايا دارفور تندد بإعتقال لاجئين سودانيين في جمهورية النيجر

الجاسر نيوز – متابعات
اعربت منظمة مناصرة ضحايا دارفور عن بالغ قلقها لتعرض لاجئون سودانيون في جمهورية النيجر لانتهاكات متكررة، خاصة في مركز أغاديش الذي يأوي مئات الفارين من جحيم الحرب في السودان.
واوضحت ان مركز اللاجئين، الذي أُنشئ ليكون ملاذًا آمنًا، تحول إلى مسرح لانتهاكات جسيمة تهدد حياة اللاجئين وكرامتهم.
وكشفت منظمة ضحايا دارفور في بيان، عن قوة من الشرطة النيجيرية مدعومة بعناصر من اللجنة الوطنية لانتخابات المركز، اقتحمت المعسكر في يوم 21 أغسطس 2025م، مستخدمة أكثر من 15 عربة عسكريه.
وأسفر الهجوم عن اعتقال ستة لاجئين سودانيين بينهم نساء وأمهات لأطفال، دون أوامر قضائية أو مسوغات قانونية غير ان بعض المعتقلين تعرضوا للضرب والإهانة أثناء الاعتقال، قبل أن يُقتادوا إلى جهة غير معلومة، وهو ما يمثل اختفاءً قسريًا مكتمل الأركان.
واضاف البيان، ان هذه الحادثة لم تكن الأولى؛ فقد سبق أن قُتل لاجئ سوداني في 25 مايو 2025 برصاص الشرطة خلال احتجاج سلمي على تردي الأوضاع المعيشية داخل المركز.
واشارت المنظمة الي ان سلسلة الانتهاكات المتكررة تكشف عن نمط خطير من الاستهداف المباشر للاجئين، وتفضح فشل السلطات النيجيرية في الالتزام بواجباتها القانونية والأخلاقية وفق المواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقية 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
وشددت المنظمة في إن اعتقال أشخاص على أساس هويتهم أو وضعهم كلاجئين، وحرمانهم من أبسط ضمانات العدالة، لا يعد انتهاكًا للقوانين الدولية فحسب، بل يمثل اعتداءً صارخًا على مبدأ الكرامة الإنسانية، ويؤكد هشاشة أوضاع السودانيين الباحثين عن الأمان في النيجر.
وطالبت المنظمة، المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لحماية اللاجئين السودانيين في مركز أغاديش، عبر الضغط على السلطات النيجيرية لإطلاق سراح المعتقلين فورًا، وضمان عدم تعرضهم للتعذيب أو الإخفاء القسري.
وكما طالبت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتكثيف وجودها الميداني في المركز، وتأمين برامج إعادة توطين عاجلة في دول آمنة، حتى لا يبقى اللاجئون رهائن للعنف والانتهاكات.
وحذرت منظمة مناصرة ضحايا دارفور من صمت العالم على هذه الممارسات مشيرة الي انه يفتح الباب لمزيد من الجرائم، ويكرس ثقافة الإفلات من العقاب، مؤكدة أن حماية اللاجئين السودانيين مسؤولية جماعية، وأن أي تهاون في هذا الملف يعني المشاركة في تعميق معاناتهم المستمرة.