مقالات

قريب الله عبدالله يكتب .. حزب الأمة .. إنتصار الإشـــارة علي الإســــتنارة

بقلم/،قريب الله عبدالله
السعودية 20اغسطس

حزب الأمة ….. إنتصار الإشـــارة علي الإســــتنارة

التاريخ يحفظ لحزب الأمة ماضي مشرق مليء بالبطولات و مزين بمواقف وطنية خالصة جعلت منه طرف اساسي في معادلة الحكم في السودان و لعبت الثورة المهدية دورا مهما في استقطاب قطاعات كبيرة من المواطنين في مختلف بقاع السودان لخطابها الديني و الوطني و عندما تأسس حزب الأمة في العام 1945م بني مجده علي اكتاف تلك القطاعات الإجتماعية و العرقية التي تربت علي منهج الإشارة في ولائها لكيان الأنصار فكانت دوما رهن الإشارة لدعم الحراك السياسي و مناورات الحزب في صراعه مع غرمائه من الأحزاب الأخري ندرك من ذلك أن الحزب تأسس علي مبدأ الدمج ما بين الدين و السياسة لضمان التماسك و التناسق المطلوب لفعالية الحزب و استمرار قوته.

الإشارة في كيان الأنصار هي فلسفة ولاء عقدي و تعتبر سلطة الكيان التنظيمية ترتكز علي ادبيات الدعوة المهدية المضمنة في راتب و منشورات الإمام المهدي عليه السلام فيكفينا كشباب أن نسمع نداء (الي الأمام ..الي الأمام….ياشباب الإمام )حتي نلبي شارة الحراك التلقائي سواء كان استقبال زائر او صدام عدو و غير مطلوب منك أن تسأل ماذا او لماذا وهكذا مضي بنا الحال جنودا بالإشارة مستعدون للتضحية بكل ما نملك لمجرد صدور الإشارة لندلل علي عميق وفائنا لكيان الأنصار.

جاء الإمام الراحل الصادق المهدي طيب الله ثراه بمنهج التحديث و الإستنارة في حزب الأمة القومي و بذل مجهودا فكريا جباراً ليربط ما بين مرتكزات الأصل و مطلوبات العصر في العمل الإجتماعي و السياسي وقد سلبت افكاره و كتاباته في التحديث و الإستنارة عقولنا فإستدعينا منهج الإشارة من كيان الأنصار و ابتدعنا (لن نصادق غير الصادق) لندلل بها علي وفائنا للحزب.

لم يكن مسار الإنتقال من الإشارة الي الإستنارة في العمل السياسي لحزب الأمة معبدا فبينما التركيب البنيوي الديني لكيان الأنصار يقوم علي المحبة و الوفاء المطلق نجد أن التحديث و الإستنارة بنيت علي ديناميكية الخلاف نتيجة لتلاقح و تصارع الأفكار و تباين الفلسفات و الرؤي مما يؤدي في كثير من الأحيان الي انزلاق الخلاف الفكري الي منحدر الخصومة و العداء فبينما نجد أن الإشارة قد انتصرت و حافظت علي تماسك كيان الأنصار نجد أن الإستنارة بكل براحاتها الفكرية و الفلسفية و ما يدعمها من افكار و كتابات الإمام الراحل إلا إنها فشلت في الحفاظ علي وحدة الحزب و فشلت ايضا في احتواء التباين السياسي و الفكري داخل منظومة الحزب ربما لو استدعينا فرضية أن (كل انصاري هو حزب أمة و ليس كل حزب أمة هو انصاري) قد نقترب من اجابة سؤال افتراضي لماذا أدت الإستنارة الي تلف نسيج الحزب الداخلي و لماذا هذا الإضطراب في التوجه الراهن للحزب.


كما ذكرت لقد ساهمت كتابات الإمام الراحل الصادق المهدي طيب الله ثراه بشكل كبير في اذدهار منهج الإستنارة و تمدده وسط ثلاثة اجيال من المعاصرين و اللاحقين في حزب الأمة و عزز ذلك الإذدهار و التمدد إنتشار ادوات المعرفة الحديثة مما جعل كبح جماح انطلاقة تلك الإستنارة امرا صعبا كونها اصبحت وقوداً للتحرر الفكري و التنظيمي داخل مؤسسات الحزب و لدي كوادره.

إن التشظي و المكابدة السياسية التي تضرب اركان الحزب و تعصف بوحدته اليوم ما هي إلا دلالة علي العجز التنظيمي الذي أحدثه رحيل مؤسس الإستنارة الإمام الراحل الصادق المهدي عليه الرحمة و المغفرة رحيل أحدث بجانب ذلك فراغ “كاريزماتي” و خلف من بعده خلف تبعثرت معهم منظومة القيادة بفضل إختطاف مؤسسات الحزب وفي ظل غياب حاكمية المؤسسات و فعالية اللوائح التنظيمية ضاعت هيبة الحزب و تاهت بوصلة التوجه و ليس من المنظور القريب أن يستعيد الحزب مكانته القيادية في المسائل الوطنية الملحة التي يحتاجها السودان اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى